وممتلكاتهم التي استأثروا بها بغير وجه مشروع .. وشاعت هذه الأبيات بين الناس فردّ عليه عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بأبيات منها :
فلا تسألونا
سيفكم إنّ سيفكم |
|
اضيع وألقاه لدى
الروع صاحبه |
وشبّهته كسرى
وقد كان مثله |
|
شبيها بكسرى
هديه وضرائبه (١) |
ومعنى هذا الشعر أنّه ليس للأمويّين المطالبة بسيف عثمان ولا بما اخذ منه لأنّ السلطة الشرعية قد صادرته بحقّ ، كما أنّ الشاعر قد صادق الوليد في تشبيهه لعثمان بكسرى فقد كان مثله في هديه وسلوكه.
وعلى أي حال فقد كانت هذه الإجراءات العادلة التي اتّخذها الامام ضدّ الأمويّين متّفقة مع قواعد الشرع ، فإنّ تلك الأموال التي اختصّ بها عثمان وبنو اميّة كانت من بيت مال المسلمين ، وقد أخذت بغير وجه مشروع ، فالواجب على الحاكم الشرعي إرجاعها إلى بيت المال ..
وقد أثارت هذه السياسة سخط الأمويّين وفزعهم ، كما أثارت فزع الذين منحهم عثمان الأموال الهائلة ، فقد أوجس خيفة في نفسه كلّ من طلحة والزبير وغيرهما ممّن وهبهم عثمان الثراء العريض. وقد كتب عمرو بن العاص إلى معاوية رسالة جاء فيها :
ما كنت صانعا فاصنع إذا قشّرك ابن أبي طالب من كلّ مال تملكه ، كما تقشّر عن العصا لحاها ..
لقد خافت الفئة التي غرقت بالأموال من حكم الإمام بمصادرتها ومصادرة كلّ مال نهب من أموال المسلمين .. ولهذا السبب وغيره أظهرت هذه القوى النفعية بوادر الشقاق والبغي ، وأعلنت العصيان المسلّح ضدّ حكومة الإمام.
__________________
(١) حياة الإمام الحسن عليهالسلام ١ : ٣٨٥.