الإلقاء والدفع ، إلقاء ودفع تكويني ، ولكنه بحسب الحقيقة هو دفع نحو الكتاب ، لا نحو المطالعة ، إذ أن المطالعة ليست عينا خارجية ، حتى يتأتى الدفع نحوها ، لكنه بالعناية دفع نحو المطالعة ، باعتبار أن الكتاب أداة للمطالعة ، فيصدق على هذا الدفع الخارجي التكويني ، بنحو من العناية ، أنه دفع نحو المطالعة ، ولهذا تقول دفعته نحو المطالعة ، وهذا الدفع ، يولّد نسبة وربطا مخصوصا بين المدفوع والمدفوع إليه ، وهذه النسبة نسمّيها ، بالنسبة الإرسالية أو الدفعية أو التحريكية أو ما شئت فعبّر عن هذه النسبة ، والربط المخصوص ، الحاصل بين شيئين ، بلحاظ دفع أحدهما نحو الآخر ، وهذه النسبة الإرسالية ، هي في مقابل النسبة الصدورية إذ أنه تارة ، «زيد» يطالع في الكتاب حقيقة ، فتصدر منه المطالعة فيكون بينه وبين المطالعة نسبة صدورية ، وأخرى لم تصدر منه المطالعة ، ولكن ألقي ودفع نحو مطالعة الكتاب ، فهنا ، تكون النسبة ، نسبة إرسالية إلقائية ، لكن الإلقاء هنا ، عنائي لا حقيقي ، لأنه لم يلق على المطالعة بل على الكتاب ومع هذا ، يتحصل من هذا الإلقاء ، نسبة إرسالية ، وهي نسبة من النسب الخارجية ، على حد النسبة الصدورية ، وحينئذ يقال ، أن مفاد ، صيغة «افعل» ، هو عبارة عن هذه النسبة الإلقائية الإرسالية ، فإننا تارة ، نريد أن نعبّر عن النسبة الصدورية ، بين زيد ، والمطالعة ، فنقول ، زيد طالع الكتاب ، أو هو ، يطالع الكتاب ، وأخرى ، نريد أن نعبّر عن نسبة ، تحصل بدفع زيد نحو المطالعة ، فنقول ، طالع يا زيد الكتاب ، فمفاد ، «افعل» ، عبارة ، عن نسبة خارجية ناقصة ، وهي النسبة الإرسالية الدفعية ، وحيث أن هذه النسبة الإرسالية ، تكون عادة من لوازم إرادة الشيء ومعلولة لإرادة الشيء ، تكون صيغة «افعل» دالة بالدلالة التصورية الالتزامية على الإرادة ، فحينما تدفع زيدا نحو الكتاب ، دفعك هذا ، إنّما كان ، من أجل أن يقرأ ويستفيد ، فهذه النسبة الإرسالية بحسب العالم الخارجي ، دائما وعادة ، تكون معلولة لإرادة المادة ، وباعتبار هذه الملازمة ، تكون لفظة «افعل» ، دالة بالدلالة المطابقية التصورية بالوضع على النسبة الإرسالية ، ودالة بالدلالة التصورية الالتزامية ، على الإرادة ، كدلالة كلمة الشمس بالمطابقة تصورا على