التعليق الأول
هو إن ما ذكره فعلا أولا ، هو عبارة عن تأثير النفس ، وإعمالها لإمكانياتها في إيجاد الصلاة ، فهو بحسب الحقيقة ليس فعلا نفسانيا وراء الفعل الخارجي فإن تأثير النفس في إيجاد الصلاة ليس إلّا نفس الصلاة لأن التأثير عين الأثر وجودا والإعمال هو عين العمل وإن كان مخالطا له مفهوما ، فإن التأثير والأثر ، والإيجاد والوجود ، والإعمال والعمل ، مفهومان ، مصداقهما واحد ، بحسب الخارج ، وإنما يختلفان بالاعتبار فقط ، فإن الإيجاد ، هو نفس الوجود ، لكن منسوبا إلى الفاعل ، فيقال هذا إعمال وتأثير ، وإيجاد من النار فتارة ينظر إلى الاحراق منسوبا إلى النار ، وأخرى ينظر إلى الإحراق بما هو منسوب إلى محله فيقال هذا أثر وعمل ووجود.
إذن ليس هناك مطلبان تحت هذين العنوانين ، مطلب تحت عنوان التأثير والإيجاد والإعمال ، ومطلب تحت عنوان الأثر والوجود والعمل بل هي عناوين منتزعة عن ترتب العمل والأثر والوجود بحسب الخارج ، ولا نعرف مصداقا آخر لهذه العناوين.
التعليق الثاني
إن ما أدخله المحقق النائيني ، من فرضية العمل النفساني في المطلب ، لا دخل له في حل الشبهة ، فقد قال ، بأنه يوجد هناك عملان طوليان (١) ، أحدهما العمل الخارجي المترتب على العمل النفساني ، والعمل النفساني هذا ، ليس معلولا للإرادة ، لعدم مشموليته لقانون الوجوب بالعلة ، ونحن نقول أن حل الشبهة ، لا يتوقف على إدخال فرضية العمل النفساني ، لأن كل ما يقوله ، في العمل النفساني ، أيضا نقوله في العمل الخارجي ابتداء ، بلا حاجة إلى توسيط العمل النفساني ، فلو فرض أنه لا يوجد هناك فعلان
__________________
(١) أجود التقريرات ـ الخوئي ص ٨٩ ـ ٩٠ ـ ٩١ ـ ٩٢.