وسنة نبيه وأفضلهم وأقربهم الى الله منزلة ومكانة فمن المستحيل في سنة الله المقدسة الحكيمة ان يفوض أمر دينه وأمور عباده رجلا فاسقا جافيا لا يعرف حرمة ربه ولا يعقل مصالح عباده ومضارهم ولا يعرف الحلال والحرام من كتاب الله وسنة نبيه فيه نقض الغرض من بعث الأنبياء وتشريع الشرائع وفيه فساد أمر الاجتماع وغير ذلك من المفاسد الكثيرة والحمد لله الذي ما جعل من عهده وأمانته للظالمين نصيبا لا قليلا ولا كثيرا.
بل المعلوم المشهود من سنة الله الحميدة أنه إذا أراد أن يصطفي أحدا من عباده بكرامته لا يزال يؤدبه ويربيه تأديب الكرام الأبرار الأحرار حتى يقويه ويؤهله لما أراد فينزل عليه السكينة فيعرف ربه بحقيقة الايمان والعيان ويؤيده بروح القدس فيعرف ما يعرف من الحقائق حق العرفان ويعرف الأحكام من الكتاب والسنة وغيرها مما يشتمل عليه الكتاب والسنة من المعارف والعلوم فلا يغيب عنه دقيق ولا جليل ويعرف الأمور التي تحت ولايته وحقيقته وحق تدبيرها وتنظيمها والأحكام المنطبقة عليها في كل مورد ومورد من الكتاب والسنة في كل مورد ومورد مقدسا ومنزها عن القياس والاستحسان والحدس كل ذلك بإفاضة روح القدس المصونة بالذات عن الخطأ والنسيان والسهو.
وقد تقدم الكلام في عصمتهم من الذنوب صغايرها وكبائرها في تفسير قوله تعالى (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) البقرة / ١٢٤ وخاصة في تفسير هذه الآية الكريمة.
ثم ان الظاهر في هذه الآية المباركة بحسب العموم في لفظ الأمر وبحسب الإطلاق في قوله (أَطِيعُوا) انه لا فرق من حيث وجوب الطاعة بالنسبة إلى الوارد بين الرسول (ص) واولي الأمر وكذلك بحسب الإطلاق في الروايات المأثورة عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام الدالة على أن ما فوض الله الى رسول الله فقد فوض إليهم الا ان هذا العموم والإطلاق مخصص ومقيد بأدلة منفصلة أخرى قال تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي.) الآية (المائدة).
وقال صلىاللهعليهوآله في خطبته المباركة يوم الغدير ما من شيء يقربكم إلى الجنة ويبعدكم عن النار الا وقد أمرتكم به. الخطبة.
وفي نور الثقلين ج ١ ص ٥٠٠ عن كتاب إكمال الدين وإتمام النعمة عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر (ع) في قوله (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) قال هي علي ابن أبي طالب عليهالسلام والأئمة جعلهم الله مواضع