الأنبياء غير انهم لا يحللون شيئا ولا يحرمونه.
ورواه العياشي في تفسيره ج ١ ص ٢٤٩.
أقول وعلى ذلك شواهد أخرى قطعية تدل على تمامية الدين وكماله وتدل ان كل ما كان من حق الأمر والنهي ووضع شيء من السنن كان مختصا برسول الله صلىاللهعليهوآله وتدل أيضا ان كل ما يحتاج اليه العباد قد جاء به كتاب الله وبينه رسول الله في سنته بإملاء رسول الله من فلق فيه وخط علي بيده يكنزها هو لا أولياء الأمور كما يكنز الناس ذهبهم وفضتهم ما ضاع منه شيء حتى ان أرش الخدش فيه مكتوب ومحفوظ عند الله وان أولي الأمر الذين فرض الله طاعتهم وقرن طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله ليس لهم حق تشريع شيء في الدين.
الأمر الخامس ـ قد عرفت في الأبحاث السابقة ان إيجاب طاعة اولي الأمر دليل قاطع على عصمتهم وطهارتهم من الذنوب فما جعل الله من عهده وأمانته للظالمين نصيبا لا قليل ولا كثير ودليل قاطع أيضا على طهارتهم وعصمتهم من الخبط والخطأ والغفلة والجهالة والسهو والنسيان في شيء من الأمور التي تحت ولايته ولا ريب ان المراد في الآية الكريمة هم أئمة أهل البيت عليهمالسلام إذ ليس في الإسلام والمسلمين بيت نص الله سبحانه على عصمة أهل البيت غير بيت النبوة والرسالة التي أذهب الله عنهم الأرجاس جميعها أرجاس الذنوب وأرجاس الشكوك والجهالات والضلالات والخطايا والسهو والنسيان واللهو واللعب والزلل وقد أعلن الرسول صلىاللهعليهوآله يوم الغدير على حضور آلاف من المسلمين بولاية علي صلوات الله عليه وقد تواتر عنه (ص) انه قال اني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي.
وأما المفسرون من العامة فقد اختلفوا في تفسير المقام على وجوه : الأول ان المراد في الآية الخلفاء الراشدون. الثاني المراد أمراء السرايا الثالث العلماء والفقهاء الذين يفتون في الأحكام ويعلمون الناس الحلال والحرام انتهى ملخصا عن تفسير الرازي ج ١٠ ص ١٤٤ وزاد الرازي وجها رابعا قال ما خلاصته وهو إجماع أهل العقد والحل وقريب منه عبارة الجصاص في ان المراد السرايا والعلماء. قال في كتابه أحكام القرآن ج ٣ ص ١٧٧ قال لأن الأمراء يلون أمر تدبير الجيوش والسرايا وقتال العدو والعلماء يلون حفظ الشريعة وما يجوز وما لا يجوز فأمر الناس بالقبول منهم انتهى ما أردنا.
أقول الأقوال المذكورة بمعزل عن تفسير الآية المباركة فان الأقوال كلها واقعة في طريق طاعته تعالى ومندرجة في قوله تعالى (أَطِيعُوا اللهَ) ولا يحتاج الإرشاد