هذا على سبيل النقض واما على نحو الحل والتحقيق فنقول : ان وجوب طاعة اولي الأمر وحقيقة ولايتهم ومعرفتهم فريضة من كبار الفرائض ولا يجوز لمن آمن بالله ورسوله أن يقول ان الله سبحانه ورسوله قد أهمل شرح هذه الفريضة العظيمة وتركوا الناس في شأنها في حيرة. وحاشاه وجلت ساحة ربنا ساحة سيدنا رسول الله عن ذلك وقد تقرر في محله ان الآيات الواردة في الفرائض مثل قوله تعالى (أَقِيمُوا الصَّلاةَ) وقوله تعالى (آتُوا الزَّكاةَ) وقوله (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ). الآية وغيرها من الفرائض يجب على الفقيه الرجوع والفحص عن الكتاب والسنة والتماس تفاصيل تلك الفرائض وحدودها وشرائطها فحصا بالغا الى أن يحصل له الاطمئنان التام انه لم يبق شيء من شرح تلك الفرائض إلا وصل بها كذلك الكلام بعينه في فريضة الولاية ووجوب طاعة أولياء الأمور وعصمتهم وصفاتهم يجب الرجوع في ذلك الى الكتاب والسنة فحصا بالغا وافيا.
وقد بين سبحانه ذلك في كتابه كما في قوله تعالى (يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ) ـ الأحزاب ـ وكذلك في غير العصمة من صفاتهم ونعوتهم.
وبين ذلك رسول الله في سنته المتواترة في مواقف شتى في يوم الغدير وغيره على ما أشرنا إليه سابقا والأسف أن جميع تلك النصوص والشواهد والبينات وقعت تحت سيطرة التأويل والتوجيه والتمهل والتمويه والإنكار والإخفاء بالمجابهة الشديدة من المتغلبين على الأمور وهذه السنة السيئة يرثها ظالم بعد ظالم وجاحد بعد جاحد حتى انتهى الأمر إلى الرازي ونظرائه وقد حرف الآية الكريمة عن مسيرها بهذا التأويل الركيك وتشبث بالإجماع على كرسي الخلافة والسلطنة الإسلامية وخلق له لسانا يأمر وينهى ويدا باطشة تصول على أعداء الإسلام وعقلا وافرا يدبر به نظام أمور المسلمين في كل عصر وزمان بالنظام الأصلح الأتم.
والآية الكريمة في محفظة إلهية عن هذه الأوهام وينادي بأعلى صوته ان أولياء الأمور أشخاص يحذون حذو الرسول في العصمة والقداسة ورجال مطهرون لهم أمر ونهي في شئون الشريعة وفي شئون المجتمع الإسلامي يجب على الناس اتباعهم وإطاعتهم.
الوجه الثاني من مغالطات الرازي قال ج ١٠ ص ١٤٦ الثاني انه تعالى أمر