(البقرة / ٢١٤) وغيرها من الآيات والمراد في المقام هو المعنى الثاني فإذنه تعالى لرسوله وتمليكه هذا المنصب الخطير وتمكينه (ص) منه بحسب عطائه سبحانه هو عين بعثه تعالى إياه (ص) المقام المحمود وهو عين تشريفه تعالى رسوله بهذه الموهبة الكبيرة ومعنى كون المقام محمودا اي كونه حسنا جميلا مرضيا ومنزها عن كل نقص وعيب كما أوضحنا سابقا ان مرجع الحمد بحسب التحليل الى التنزيه والتقديس فهذا المقام مرضي ومحمود على الإطلاق بحسب الواقع وعند الله سبحانه وكذلك عند الخلائق وأهل الجمع أجمعين الولي والعدو اما أوليائه العارفون بشأنه (ص) فيرونه ويشاهدونه بهذا الجلال والبهاء فتصير معرفتهم عيانا ويقينهم شهادة فيحمدون مقامه (ص) حق التحميد واما أعدائه المتكبرون الحاسدون فيظهر لهم من عظمته وجلالته بضرورة العيان ما لا يقدرون على دفعه وكتمانه وعلى إنكار كون هذا المقام محمودا.
أقول الآية الكريمة وان لم تكن ناصة بهذا المعنى في تفسير المقام المحمود الا ان الروايات من طرق الخاصة والعامة كافية في تفسيرها بالشفاعة وقد روي في البرهان ج ٢ ص ٤٤٠ عدة كافية عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام من أرادها فليراجعها.
وفي تفسير الرازي ج ٢١ ص ٣٠ قال بعد استظهار هذا المعنى الذي ذكرناه من الآية ولما ثبت ان لفظ الآية مشعر به اشعارا قويا ووردت الاخبار الصحيحة في تقرير هذا المعنى وجب حمل اللفظ عليه انتهى.
وفي المجمع ج ٦ ص ٤٣٥ قد اجمع المفسرون على ان المقام المحمود هو مقام الشفاعة وهو المقام الذي يعطى فيه لواء الحمد فيوضع في كفه ويستجمع تحته الأنبياء فيكون (ص) أول شافع أول مشفع.
بحث وتحليل
الشفاعة مأخوذ من الشفع وهو ما يقابل الوتر وفي القاموس خلاف الوتر. وشفعت في الأشباح بالضم لضعف بصري وانتشاره.
أقول وكان المسائل مع ما فيه من الإصرار والإلحاح في إنجاح مقصده ومرامه يضم الى نفسه من يعينه ويعضده في الالتماس والالتجاء من كان أكرم وأوجه منه عند المشفوع.