أقول لا بأس بذلك لو كان هذا الاستعمال شائعا وثابتا في اللغة أي المتحمل لأثقال النبوة ولعظائم الأمور كما انه لا بأس ولا مانع انه خوطب بهذا الخطاب حين كان متزملا بثياب أو قطيفة حسب احتياجه اليه بحسب العادة.
قوله تعالى (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ). الآية ، الظاهر ان المراد من القيام هو الصلاة لشيوع إطلاق القيام على الصلاة والقائمين على المصلين والظاهر ان الأمر بالقيام كما في أمثاله ونظائره هو إنشاء الحكم على نحو الكلي وعلى نحو القضية الحقيقية مثل قوله تعالى (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ). الآية ويشهد على ذلك الآيات الواردة في آخر السورة حيث قال تعالى (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ). لعدم خصوصيته بهذا التكليف. قوله تعالى (إِلَّا قَلِيلاً) استثناء من الليل وقوله (نِصْفَهُ) بدل من قليلا والضمير في منه وعليه يرجع الى النصف.
فالمتحصل من الآية إنشاء قيام الليل عليه (ص) وعلى المسلمين النصف أو ما زاد على النصف أو ما ينقص منه على سبيل التخيير في اختيار الوقت.
قوله تعالى (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) قال في القاموس الرتل محركة ، حسن تناسق الشيء ـ الى ان قال ـ ورتل الكلام ترتيلا أحسن تأليفه ترتل فيه ترسل وعن الكافي مسندا عن عبد الله بن سليمان قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عزوجل (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) قال قال أمير المؤمنين (ع) بينه بيانا ولا تهده هذا الشعر ولا تنثره نثر الرمل ولكن افرغوا قلوبكم القاسية ولا يكن هم أحدهم آخر السورة. أقول ترتيل القرآن سواء كان في الصلاة أو في الموارد الأخرى سنة مؤكدة وليس من الفرائض.
قوله تعالى (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) أقول الأشبه بالمقام ان القول الثقيل هو القرآن الكريم فان له في الاجتماع البشري وزنا لا يساويه شيء وموقعا لا يدانيه أمر وقد قال (ص) في الحديث المتواتر عنه بين الفريقين اني تارك فيكم الثقلين. الحديث. فالقرآن المبين أكبر الثقلين وأعظم الخليفتين فحيث أن هذه السورة المباركة نزلت في أوائل المبعث يكون هذه الآية أبهى بشارة وأجل كرامة أكرم الله بها حبيبه وصفية (ص).
قوله تعالى (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً). اي الناشئة في الليل بمثل نوم الليل وسياحة النهار وهي صفة ونعت الناشئة لعبادة واقعة وناشئة في الليل وذكر في القاموس في جملة معاني الناشئة وقال القومة بعد النومة فالظاهر ان العبادة الناشئة في الليل عند ما هدأت الأصوات ونامت العيون وتفرغت وعند ما أخذت البدن من نوم الليل جماما وقوة ونشاطا ورغبة أتم