ذرع قال تعالى (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) إبراهيم (٢٧).
ومنها ابتلائه بذبح ولده قال تعالى (فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ) الصافات / ١٠٦.
ومنها ابتلائه بالقبطي وما نجاة تعالى من شره وغير ذلك من مواقفه الجميلة.
أقول قد ورد بعض من هذه الموارد في رواية في البرهان ج ١ رواها عن الصدوق في تفسير الآية الكريمة فإن قيل فأي مانع أن يقال ان المراد من الكلمات ما كان من جنس القول واللفظ في هذه الآية وفي غيرها من الآيات التي فيها لفظ الكلمة.
قلت أن كثيرا من الآيات لا يوافق على ذلك كما في قوله تعالى (فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) آل عمران (٣٩).
قال تعالى (يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ) آل عمران ـ ٤٥.
وقيل كما في كنز العرفان ج ١ ص ٥٥ ان المراد بالكلمات هي الخصال العشرة التي سنها إبراهيم (ع) خمسة في الرأس وخمسة في البدن اما التي في الرأس فالمضمضة والاستنشاق والفرق وقص الشارب والسواك وأما التي في البدن فالختان وحلق العانة وتقليم الأظفار ونتف الإبطين والاستنجاء بالماء قالوا وإذا كانت هذه من شريعة إبراهيم كانت أيضا من شريعة نبينا (ص) لقوله تعالى (وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) النساء ـ ١٢٤.
ولقوله تعالى (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) ـ الحج ـ ٧٨ انتهى. وقريب منه عبارة الأردبيلي في زبدة البيان وعبارة الجزائري في قلائد الدرر.
أقول هذا القول ضعيف من وجوه. (الوجه الأول) ان الآيتان لا دلالة فيهما على شيء من المدعى أما الآية الاولى وهي قوله تعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) النساء ١٢٤.
فالآية الكريمة كما ترى مسوقة في مقام الترغيب والتذكر الى وجوب الايمان