موجودا فالعالم مضيء) ولا يخفى ان بين وجود النهار وضياء العالم لزوما وعلاقة بحيث يمتنع في نظر العقل ان يوجد النهار ولا يوجد ضياء العالم اذ الشرط علّة للجزاء ، ويستحيل انفكاك المعلول عن علّته.
وترتبا من حيث الوجود بان يكون وجود النهار سابقا مقدما وضياء العالم لاحقا مؤخرا ، ولكن ليس وجوده علة وسببا لوجوده ، اي اذا لم يكن النهار موجودا فيمكن ان يكون العالم مضيئا من نور القمر ، ولكن بشرط عدم وجود الغيم في السماء ، فلا يدل على الانتفاء عند الانتفاء ، فليس لهذا مفهوم أصلا ، كما لا يخفى.
او منع دلالة الجملة الشرطية على كون ترتب الجزاء على الشرط بنحو العلة المنحصرة بعد تسليم اللزوم والعلاقة والترتب والعلية كلها ، ولكن ليس الشرط علة منحصرة للجزاء بحيث لا تكون له علة أخرى وسبب آخر ، بل له علة أخرى تقوم مقامها ، فاذا انتفت العلة الاولى فلا ينتفي الجزاء لقيام العلة الاخرى مقامها ، نحو (ان كان هذا الشيء انسانا كان حيوانا) فبين كون الشيء انسانا وبين كون الشيء حيوانا لزوم وعلاقة وترتب عقلي لا حسي. كما ان الترتب الحسي ثابت بين الامام والمأموم ، اذ كون الشيء انسانا علة لكون الشيء حيوانا ، ولكن ليس علة منحصرة ، لان كون الشيء ناطقا وضاحكا علة أخرى لكونه حيوانا ، فلا تدل هذه القضية على الانتفاء ، فليس لها مفهوم.
فانقدح ان القائل بعدم المفهوم في وسع لانه إما أن ينكر القوام الاول وهو اللزوم ، وإما أن ينكر القوام الثاني وهو الترتب ، وإما أن ينكر القوام الثالث وهو العلية ، وإما أن ينكر القوام الرابع وهو العلة المنحصرة.
واما القائل بالمفهوم فلا بد له من اثبات الامور الاربعة المذكورة ، اذ قوام المفهوم بجميعها كلا.