قال بعض اهل البيان : ومما يفيد الحصر تعريف المسند باللام نحو (زيد العالم) فيفيد حصر وصف زيد في العالمية ، أي هو عالم فقط ليس غيره من الشاعر و ...
ومما يفيده تقديم ما حقه التأخير ، كتقديم المفعول به على الفعل العامل فيه ك (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) إذ في الاصل (نعبدك ونستعينك) فقدم عليه فانقلب المتصل بالمنفصل ، فصارا كما كانا لافادة الحصر والاختصاص ، أي نعبد الله لا غيره ، ومن الله تعالى اطلب الاعانة في الخيرات لا من غيره. بخلاف تقديم الخبر على المبتدأ نحو (قائم زيد) والصفة على الموصوف نحو (جاءني العالم زيد) ان جاز والتابع على المتبوع ، كتقديم البدل على المبدل منه نحو (رايت اخاك زيدا) فلا يفيد الحصر والاختصاص.
فانقدح ان كل شيء يفيد الحصر يكون له مفهوم وإلّا فلا ، وهذا المطلب واضح لا ستر فيه. وقد انقدح بقولنا الاشكال في كثير من كلمات الاعلام قدسسرهما لانهم قالوا بان اللام الداخلة على المسند اليه يفيد الحصر.
اما المصنف فقال : افادة الحصر مشروطة بشروط ثلاثة لا مطلقا ، كما تقدمت. وفيما وقع منهم من النقض والابرام ، ولا نطيل البحث بذكر كلماتهم فانه بلا طائل لان الحق في المقام ظاهر من الشروط الثلاثة وهو الحق فلا يصغى إلى القيل والقال. كما يظهر الحق للمتأمل في موارد استعمال المسند اليه المعرف باللام حتى يظهر الحال للباحث الدقيق المحقق ، وهو يظهر مع التأمل الجيّد ، ولذا قال فتأمل جيّدا. ومن أراد الاطلاع عليها فعليه بالمطولات كالفصول والقوانين والضوابط وغيرها.