عنوان الموضوع ، مثلا إذا شك ان امرأة هل تكون قرشية أم لا فهي في الواقع إذا وجدت في الخارج اما قرشية واما غير قرشية ، ولكن فلا أصل في المقام يحرز به عنوان القرشية لها أو غيرها لأن الوصفين المذكورين من الأوصاف الوجودية التي لا تكون إلا في ظرف وجود موضوعها فقبل وجوده ليست حالة سابقة لها ليجري فيها الاستصحاب ونحرز به عنوانها ، إذ يشترط فيه يقين السابق وشك اللاحق ففي هذه المرأة ليس اليقين السابق بكونها قرشية أو غير قرشية بموجود حتى نتمسك بالاصل الموضوعي الوجودي ونحرز به كونها قرشية كي تدخل في عموم المرأة القرشية ترى الحمرة إلى ستين سنة أو نحرز به كونها غير قرشية حتى تدخل تحت عموم المرأة غير القرشية ترى الدم إلى خمسين سنة ، ولكن نتمسك باصالة عدم تحقق انتسابها إلى قريش ، فاذا وجدت فيها فلم نعلم انتسابها اليه ، ونشك حينئذ في انتسابها اليه وعدم الانتساب فيتم اركان الاستصحاب وشرطه وهي أي اركانه اليقين السابق والشك اللاحق وشرطه اتحاد القضية المتيقّنة والمشكوكة موضوعا ومحمولا فنستصحب عدم انتسابها اليه ونحرز به انها غير قرشية فهي باقية تحت عموم ما دل على ان المرأة انما ترى الحمرة إلى خمسين سنة هلالية والخارج عن تحته هي المرأة القرشية إذ اصالة عدم تحقق الانتساب بينها وبين قريش تنفع في تنقيحها انها ممن تحيض إلى خمسين سنة فيحرز به كونها مرأة غير قرشية وهي موضوع للحيض إلى خمسين سنة ولا يخفى أن لهذا البحث ، أي لبحث الشك في الشبهة المصداقية ثمرات في الفقه الشريف (اللهم وفّقني لما تحب وترضى). فتأمّل تعرف ان القرشية وغير القرشية من الأوصاف الثابتة وليستا مثل العدالة والفسق والقيام والقعود و ... إذ هي من الأوصاف الزائلة فبالاستصحاب يحرز كونها غير منتسبة إلى قريش بلا اشكال.
وتوضيح ذلك : ان العدم الذي يكون موضوعا للأثر الشرعي تارة يكون بمعنى عدم الموضوع ، واخرى يكون بمعنى عدم الوصف وكل منهما تارة يكون