تعريف الإنسان بأنّه عاقل فليس حينئذ جامعا للافراد إذ العاقل لا يشمل المجنون إذا كان الأمر كذلك فالأولى الاعراض عن القيل والقال في طي التعريف المذكور للوجه الذي ذكر آنفا.
وينبغي ان يبيّن بعض الألفاظ التي يطلق عليها المطلق ويبيّن بعض الألفاظ التي لا يطلق عليها المطلق ، كعلم الجنس مثل اسامة وثعالة مثلا والمعرف بلام العهد الخارجي أو الذهني أو الحضوري أو الذكري أو الاستغراقي وسيأتي إن شاء الله تعالى وجه ذكرهما في هذا الباب.
فمنها اسم الجنس ك (انسان ورجل) هذان مثالان للعاقل وفرس وحيوان هذان مثالان لغير العاقل و (سواد وبياض) هذان مثالان للعرض ، كما ان الأربعة السابقة أمثلة للجوهر فاسم الجنس متحقق في الجوهر والعرض ، بل العرضيات كالملكية والزوجية ونحوهما فالمراد من الاعراض هو المبادي المتأصلة في الخارج ، ك (السواد والبياض والاحمرار والاصفرار) ونحوها وبالعرضيات هو المبادئ الاعتبارية التي ليست لها ما بإزاء في الخارج ، كالملكية والزوجية والرقية وما شابهها خلافا لأهل المعقول إذ الاعراض عندهم المبادي مطلقا سواء كانت متأصلة ك (السواد والبياض) ونحوهما أم كانت غير متأصلة كالامور الاعتبارية كالملكية والزوجية والعرضيات عندهم مشتقات منها كالأبيض والأسود والمالك والمملوك ونحوها. إلى غير ذلك من اسماء الكليات من الجواهر والاعراض.
والمراد من الأول هو الكليّات التي لا تحتاج افرادها من حيث تحقق الخارجي إلى محل مقوم مثل الاعيان الخارجية من المادة والصورة والجسم والعقل والنفس والبحر والشجر ونحوها ومن الثاني هو الكليات التي تحتاج افرادها من حيث الوجود العيني والتحقق الخارجي إلى الموضوع نحو السواد والبياض والمقدار والعدد والكيف والملك والكسر والانكسار والابوة والبنوة والحصول في الزمان والمكان وأمثالها).