بالحصة ، كما في نحو (جئنى برجل) وبقى توضيح الشياع والسريان المذكورين آنفا. قلنا : الفرق بينهما ان اسم الجنس يدل على الماهية المبهمة من حيث العدد والكمية كلفظ (انسان) و (رجل) فالاول يدل على ذات ثبتت لها الانسانية بلا دلالة على عدده وكميته وخاصيته ، والثاني يدل على ذات ثبتت لها الرجولية بلا دلالة على كيفيته وكميته وآثاره و ... فلفظ انسان حال كونه مجردا عن التنوين وخاليا عن اللام فهو اسم جنس ، وإذا نوّن فلا يخلو اسم الجنس ، اما ان يقع تلو كلام خبري نحو (جاءني رجل) مثلا فهو نكرة بالمعنى الاول ، يدل على فرد معين واقعا غير معين عند المخاطب. واما ان يقع عقيب الكلام الانشائي كالأمر والنهي نحو (جئني برجل) فهو نكرة بالمعنى الثاني ، اعني الطبيعة المقيدة بالوحدة المعبر عنها بالحصة. وإذا عرف باللام فهو تابع للام ، فاذا كان للجنس فهو يدل على الجنس ، نحو (الرجل خير من المرأة) ، أي جنسه وطبيعته خير من جنسها وطبيعتها ، وإذا كان للاستغراق فهو يدل على الاستغراق نحو (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) ، أي ان كل افراده لفي خسر ، وإذا كان للعهد بجميع انواعه فهو يدل عليه ، نحو (جاءني القاضي) و (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) و (فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ) و (إِذْ هُما فِي الْغارِ). إذا علم هذا فالفرق بين اسم الجنس والنكرة واضح لا غبار عليه ، كما سبق هذا آنفا.
واما توضيح الشياع والسريان فيقال : ان الشياع هو الانتشار ، وهو خلاف الامساك ، فعنوان الرجل والرجولية منتشر في جميع افراد الرجل ومصاديقه. والسريان هو الجريان ، وهو خلاف الركود فعنوان الرجل جار في كل رجل ، وكذا الحال في سائر اسماء الاجناس حرفا بحرف ، واما الاعلام الشخصية فلا شياع ولا انتشار ولا جريان فيها ، لان زيدا لا يصدق على عمرو وبكر و ... بل فيها الامساك والركود ، كما لا يخفى.