المفردات :
(عُصْبَةٌ) هي الجماعة من الرجال ما بين الواحد إلى العشرة. (غَداً) الغد اليوم الذي يلي يومك الذي أنت فيه (لَيَحْزُنُنِي) الحزن : ألم في النفس لفقد محبوب أو وقوع مكروه ، والخوف : ألم في النفس مما يتوقع من مكروه (يَرْتَعْ) يقال رتع البعير والإنسان إذا أكلا كيف شاءا والرتوع أكل ما يطيب لهم من الفاكهة والبقول أصل الرتعة الخصب والسعة (نَسْتَبِقُ) يتكلف كل منا أن يسبق غيره.
هذا بدء القصة الحقيقي. والذي تقدم مقدمتان لها :
(أ) في الكلام على هذا الكتاب الذي هي فيه وأنه نزل باللسان العربي المبين.
(ب) وفي الكلام على رؤيا يوسف ، وما كان لها من الأثر في نفس أبيه وما فهمه يعقوب من تأويلها ، وسيتلو القصة خاتمة في العبرة منها وما يتعلق بذلك ، وهذا ترتيب غريب لم يسبق القرآن بمثله أبدا ـ وإن كنت في شك فاقرأ القصة في التوراة ـ ولقد استخدمه أصحاب القصص المحدثون.
روى أن اليهود سألوا النبي صلىاللهعليهوسلم وهو في مكة أو أرسلوا له من يسأله عن نبي كان بالشام أخرج ابنه إلى مصر فبكى عليه حتى عمى فأنزل الله عليه سورة يوسف محكمة كما في التوراة وكانت هنا أدق وأحكم.
المعنى :
تالله لقد كان في قصة يوسف مع إخوته لأبيه آيات ودلائل على قدرة الله ، وحكم ومواعظ للسائلين عنها الراغبين في معرفة حقائقها ، وما تشير إليه وهم الذين يعقلون الآيات ويستفيدون منها (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ* لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ) فهذه القصة بظواهرها الغريبة تشير إلى معان دقيقة ، إذ حسد إخوته له نتج عنه رميه في الجب وأخذ السيارة له وبيعه في مصر لعزيزها ، وقد قلده أمر بيته لأمانته وصدقه فنشأ عن ذلك مراودة امرأته له عن نفسه فاستعصم. ونشأ عن ذلك ظهور أمره ، ومعرفة خبره ، ولو لم تبالغ في كيدها ليوسف لما ألقى في السجن الذي خرج منه إلى بيت الملك وإدارة الحكم في مصر إلى آخر ما سيأتى.