ما نَبْغِي هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا وَنَمِيرُ أَهْلَنا وَنَحْفَظُ أَخانا وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (٦٥) قالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَنْ يُحاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قالَ اللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ (٦٦))
المفردات :
(جَهَّزَهُمْ) يقال : جهزت القوم تجهيزا أى : تكلفت لهم بجهازهم للسفر ، وجهاز العروس ما يحتاج إليه عند الزفاف. والمراد به هنا الطعام الذي امتاروه من عنده (أُوفِي) أتم (الْمُنْزِلِينَ) المضيفين للضيوف (سَنُراوِدُ) نطلبه من أبيه برفق ولين ومخادعة (بِضاعَتَهُمْ) هي المال الذي يستقطع ويستعمل للتجارة (رِحالِهِمْ) جمع رحل وهو ما يوضع على ظهر الدابة وفوقه المتاع. (نَكْتَلْ) يقال : في كلت له الطعام إذا أعطيته واكتلت منه إذا أخذته نكتل أى نأخذ (مَتاعَهُمْ) المتاع : ما ينتفع به والمراد هنا أوعية الطعام (بِضاعَتَهُمْ) ثمن ما كانوا أعطوه من الطعام (وَنَمِيرُ) نجلب لهم الميرة وهي الطعام يجلبه الإنسان من بلد إلى بلد (كَيْلَ بَعِيرٍ) أى : مكيل بعير أى جمله الذي يعطى لصاحبه (مَوْثِقاً) الموثق العهد الموثق (إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ) المراد إلا أن تغلبوا على أمركم.
المعنى :
كان يوسف على خزائن أرض مصر وهو الحفيظ للقوت العليم بأساليب الصرف والإكثار من الزرع ، وقد كان الزمن زمن جدب وقحط عم مصر وما جاورها من البلاد كبلاد كنعان (فلسطين) لكن يوسف قد أرسل لمصر لإنقاذها من الجدب. بل وفر من أقواتها ما كان يباع لجيرانها. ولما علم يعقوب وبنوه بخيرات مصر ، وكانوا في أشد الحاجة إلى الطعام أرسل أبناءه العشرة ليبتاعوا من عزيز مصر القوت ويعطوه