وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ (٢٣) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (٢٤))
المفردات :
(يَنْقُضُونَ) النقض : الفك وأصله للحبل ثم استعمل في العهد لأنه يشبهه (يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) الخشية : الخوف مع العلم بمن تخشاه (وَيَدْرَؤُنَ) يدفعون (عَدْنٍ) أى : إقامة.
بعد أن ضرب الله المثل لمن اتبع الحق ولمن اتبع الباطل ، وأبان أنه لا يتذكر إلا أولو الألباب ناسب أن يذكر من هم أولو الألباب وما جزاؤهم.
المعنى :
إنما يتذكر بالأمثال ويتعظ بها أولو الألباب وأصحاب العقول ، فالذكرى والموعظة لا تنفع إلا المؤمنين أولى الألباب ، ولكنا نرى أناسا يصفون الذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا ، ويتفننون في جمع المال من شتى الطرق بأنهم أولو الألباب أما القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يبين لنا أصحاب العقول ويصفهم بصفات ثمانية.
١ ـ الذين يوفون بعهد الله. وهو ما عقدوه على أنفسهم فيما بينهم وبين ربهم وفيما بينهم وبين أنفسهم ، وفيما بينهم وبين الناس ، وقد شهدت فطرتهم السليمة به. وأنزل عليهم في الكتاب إيجابه.
ولا ينقضون الميثاق وهو العهد الموثق المؤكد الذي وثقوه بينهم وبين الله وبينهم وبين العباد من العقود والمعاملات والعهود والالتزامات ؛ وفي الحديث «آية المنافق ثلاث : إذا حدّث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر» وقال قتادة : إن الله ذكر الوفاء بالعهد والميثاق في بضع وعشرين موضعا في القرآن عناية بأمره واهتماما بشأنه.
٢ ـ والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ، وظاهر الآية يشمل كل ما أمر الله