بصلته ونهى عن قطعه من حقوق الله وحقوق جميع العباد خصوصا حقوق الأقارب التي هي صلة الرحم من باب أولى.
٣ ـ ويخشون ربهم ، والخشية من الله مرتبة العلماء وسمة المقربين من الأتقياء (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) [سورة فاطر آية ٢٨] وهي صفة تحملهم على فعل كل ما أمروا به واجتناب كل ما نهوا عنه.
٤ ـ ويخافون سوء الحساب ، فهم يحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا ، ويزنون أعمالهم قبل أن توزن عليهم لأنهم يخافون الحساب الذي يستقصى كل الأعمال مع المناقشة في الصغير والكبير.
٥ ـ والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم. والصبر حبس النفس على ما تكره ويكون بفعل الطاعات والتكليف ، واجتناب المنهيات والمنكرات ، والرضا بقضاء الله وقدره في الرزايا والمصائب ، والصبر المطلوب لأنه عمل نفسي قلبي شرط فيه أن يكون ابتغاء مرضاة الله ، وطلبا لجزاء الصبر لا حبا في الرياء والسمعة.
٦ ـ وأقاموا الصلاة ، وإقامتها إتيانها مقومة كاملة تامة الأركان والهيئات مع الخشوع الكامل والاتجاه إلى الله ، والاستحضار العرفي إن لم يكن الحقيقي وذلك يكون إذا تذكرت أنك واقف بين يدي الله ؛ وأمام جبار السماء والأرض. الواحد القهار ، وعليك أن تروض نفسك على ذلك وتعودها الوقوف بأدب أمام الله فلا يشغلك شيء أبدا عن الصلاة بحيث لا تفكر إلا فيها ، يا أخى حاول أن تشعر قلبك بخشية الله وتملأ نفسك بالخوف منه وأن تفهم أن الصلاة الناقصة تلف في خرق بالية وترد على صاحبها فتظل تدعو عليه إلى يوم القيامة.
٧ ـ وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ، والواقع هو الذي يفهمنا سر تكرار القرآن لطلب الإنفاق فلو أنفق الناس بعضا من أموالهم ، وامتثلوا أمر ربهم ما كنا في حاجة أبدا إلى قانون يحد من تصرفهم ، ولما شاعت تلك الأفكار الهدامة التي تقوض صرح مجتمعنا.
٨ ـ ويدرءون بالحسنة السيئة وهذه هي آخر صفة لأصحاب العقول إذ من العقل أن ندفع السيئة بالحسنة فالحسنات يذهبن السيئات ، والواقع أثبت أن من الخير للشخص