قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (١٢) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (١٤) لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (١٥))
المفردات :
(رُبَما) وقرأ بعض القراء (ربّما) وهما لغتان فأهل الحجاز يخففون ، وتميم وربيعة يثقلون أى : يشددون ، والأصل أن تستعمل في القليل وقد تستعمل في الكثير والقرآن الكريم نزل على النبي وقرأه صلىاللهعليهوسلم بلهجات العرب تخفيفا عليهم وتسهيلا لحفظهم (ذَرْهُمْ) دعهم (وَيُلْهِهِمُ) يشغلهم الأمل وتغرهم الأمانى الخادعة لوما بمعنى هلا وهي كلمة تفيد التحضيض (مُنْظَرِينَ) المعنى مؤخرين ومؤجلين (شِيَعِ) جمع شيعة وهي الفرقة والجماعة المجتمعون على رأى واحد (نَسْلُكُهُ) يقال سلك الشيء في الشيء أدخله فيه (يَعْرُجُونَ) يصعدون (سُكِّرَتْ) حبست عن الإبصار كما يحبس النهر من الجري وقيل المراد : حارت كما يحار السكران والمراد منعت من النظر السليم.
هذا افتتاح لسورة الحجر ـ وهي سورة مكية ـ بذكر حروف من حروف المعجم ، وهي كغيرها المبدوء بهذه الحروف ، قد جمعت بين الكلام على القرآن الكريم وذكر بعض القصص ونقاش الكفار والمشركين ، ومن هنا كانت المناسبة بينها وبين سورة إبراهيم ظاهرة.
المعنى :
تلك الآيات ـ والإشارة لآيات السورة ـ آيات الكتاب الكامل في كل شيء ، وآيات قرآن مبين كامل في البنيان ، وأنت ترى أنه جمع بين اسمى القرآن الكريم بالعطف لأنهما مقصودان بالذات ، وكان تنكير لفظ قرآن للتفخيم ، ولا غرابة في ذلك فهو القول الحق الصادر من الحق ـ سبحانه وتعالى ـ ، ولذا ترى الكفار حينما يجدون ما وعدهم ربهم حقا يوم القيامة يودون لو كانوا مسلمين.