الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (١٠٨) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٠٩) ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١١٠) يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (١١١))
المفردات :
(شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً) فتحه ووسعه والمراد اطمأن صدره له (غَضَبٌ) أشد من اللعن الذي هو الطرد من رحمة الله (اسْتَحَبُّوا) اختاروا وأحبوا (فُتِنُوا) اختبروا بالعذاب. لا يزال الكلام في نقض البيعة والعهد ؛ والردة عن الإسلام نقض البيعة الكبرى.
المعنى :
من كفر بالله ورسوله من بعد إيمانه ، وارتد عن دين الإسلام ـ والعياذ بالله ـ فعليه غضب الله ولعنته ، وله عذاب عظيم ، إلا من أكره على الكفر وكان قلبه مطمئنا بالإيمان ، عامرا باليقين. فليس عليه شيء من العذاب ولكن من شرح بالكفر صدرا ، واطمأن إليه ودخل في غماره راضية نفسه مطمئنا قلبه ، فعليه الغضب من الله وله العذاب العظيم.
ذلك الجزاء الوافي بسبب أن المرتدين استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة ، واختاروا العاجلة وآثروها على الباقية ، وأن الله لا يهدى القوم الكافرين خصوصا هؤلاء الذين