ويبينون أغراضه ومراميه إذ الحق وحده لا يستوي قائما أمام أعاصير الدنيا ، وألا عيب الشيطان ، وغرائز الإنسان الفطرية التي تدعوه إلى التحلل ، أرأيت إلى النظام الإسلامى في الدعوة والوعظ والخطابة في كل جمعة مرة أو مرتين ، وفي كل عام في الأعياد والمواسم والحج مثلا ، ولكن يجب على الدعاة أن يقتفوا أثر زعيمهم الحبيب المصطفى صلىاللهعليهوسلم ، وأن يمتثلوا أمر الله فهم به أولى وأحق ، وما أمر صلىاللهعليهوسلم بذلك إلا لعظم الغاية وشرف المقصد.
ادع إلى سبيل ربك كل من يصادفك فدعوة الإسلام عامة والرسول صلىاللهعليهوسلم أرسل إلى الناس كافة ولكن ادع بالحكمة والمقالة المحكمة التي تصيب المحز ، وتحرك النفس ، وتستولى على القلب فتنزع أعراق السوء وتقلع جذور العادات السيئة الموروثة ، ادع إليه بالحكمة ، والموعظة الحسنة التي تستحسنها العقول السليمة ، وتألفها الطباع المستقيمة ، وإن صادفت في طريقك أشياء فجادل بالتي هي أحسن ، ولا تسب الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ، وإياك أن تصادم قوما في معتقداتهم الباطلة قبل أن تهيء نفوسهم وعقولهم لقبول كلامك وإلا كنت داعيا للفرقة والفساد.
واعلم أن من النفوس نفوسا لا تلين بوعظ ، ولا تستجيب لعقل ، وهؤلاء قوم أضلهم الله فأعمى أبصارهم ، وهو أعلم بهم ، فإذا صادفك شيء من هذا فكل الأمر لله ، ولا عليك شيء أبدا ، إن عليك إلا البلاغ والزمن كفيل بتحقيق ما تطلب.
ولا بد من وقوع الخطوة الثانية خطوة العمل والنزاع العملي بعد النقاش الكلامى.
وإن عاقبتم غيركم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم بلا زيادة في الأذى ، بمعنى لو سمح الزمان ومكنكم من أعدائكم الذين أذاقوكم ألوان الشدائد فخذوا منهم القصاص وعاقبوهم بمثل ما عاقبوكم ولا تزيدوا.
ولئن صبرتم على المكروه. ووكلتم الأمر لله فهو خير لكم أيها الصابرون فالصبر خير كله ودعوا الأمر لله.
والصبر!! نعم الصبر هو مطية النجاح ، وسلاح المؤمن بل هو سلاح كل من يريد النصر ، ولا بد منه لكل مسلم أراد أن ينجح في حياته الخاصة والعامة.