الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (٩) وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٠) وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً (١١))
المفردات :
(وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ) أوحينا إليهم (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) لتستكبرن على الله ولتستعلن على الناس بالبغي والظلم مجاوزين الحدود (أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) أصحاب قوة وبطش في الحروب (فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) في القاموس الجوس بالجيم طلب الشيء باستقصاء مع التردد خلال الديار والبيوت ففي اللفظ معنى للتفتيش والتنقيب خلال الديار أى : وسطها (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ) المراد ثم رددنا لكم الدولة والغلبة عليهم (أَكْثَرَ نَفِيراً) النفير من ينفر مع الرجل من عشيرته ، وقيل : جمع نفر وهم المجتمعون للذهاب إلى العدو (وَلِيُتَبِّرُوا) أى : يهلكوا (ما عَلَوْا) أى : مدة علوهم واستكبارهم ، وقيل المراد : البلاد التي علوها وغلبوا أهلها (حَصِيراً) سجنا ومحبسا إذا الحصر والحصير فيه معنى المنع والحبس.
وهذا امتداد للكلام على بنى إسرائيل ، وبيان لتاريخهم وما ينتظرون من بيان بعض الحكم النافعة.
المعنى :
وأوحينا إلى بنى إسرائيل في التوراة وحيا مقضيا أى : مقطوعا بحصوله بأنهم يفسدون في الأرض مرتين.
وأقسمنا لتفسدن في أرض الشام وبيت المقدس أو في كل أرض تحلون فيها لتفسدن مرتين ، ولتفسدن نفوسكم بمخالفة ما شرعه لكم ربكم في التوراة ، لتفسدن مرتين : أما أولاهما : فبمخالفة التوراة وقتل بعض الأنبياء ، والثانية ـ بقتل زكريا وقيل : بقتل يحيى ، والعزم على قتل عيسى ابن مريم ؛ وقيل : غير ذلك.