الْجِبالَ طُولاً (٣٧) كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً (٣٨) ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً (٣٩) أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً (٤٠) وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً (٤١))
المفردات :
(فَتَقْعُدَ) يجوز أن تكون على معناها الأصلى ، وهي كناية عن عدم القدرة على تحصيل الخيرات ، وقيل هي بمعنى : تصير مأخوذ من قولهم : شحذ الشفرة حتى قعدت كأنها حربة أى : صارت كأنها حربة (أُفٍ) لفظ يدل على التضجر والاستثقال (وَلا تَنْهَرْهُما) النهر الزجر والغلظة يقال : نهره وانتهره إذا استقبله بكلام يزجره (جَناحَ الذُّلِ) قالوا : إن خفض الجناح للذل كناية عن حسن الرعاية والعناية مأخوذ من أن الطائر يخفض جناحه على أولاده عند تربيتها والعناية بها ، أو هو كناية في التواضع وترك التعالي وذلك أن الطائر يخفض جناحه عند النزول وينشر جناحه عند الطيران (وَلا تُبَذِّرْ) التبذير تفريق المال كيفما كان كما يفرق البذر كيفما كان من غير تعمد لمواقعه (قَوْلاً مَيْسُوراً) قولا حسنا ووعيدا جميلا (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ) كناية عن البخل وعدم الإنفاق ، كما أن بسط اليد بحيث لا يعلق بها شيء كناية عن الإسراف (خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) أى : خوف الفقر (خِطْأً) أى خطأ (وَلا تَقْفُ) لا تتبع مالا تعلم مأخوذ من قولك قفوت فلانا إذا أتبعت أثره (مَرَحاً) المرح هو شدة الفرح ويلزمه التكبر والخيلاء في المشي ، وتجاوز الإنسان قدره غالبا (أَفَأَصْفاكُمْ) أى : أفاختاركم وخصكم.