تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا (١٠) فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (١١)
المفردات :
(كهيعص) تقرأ هكذا : كاف. ها. يا. عاين. صاد. مع إدغام نون عاين في الصاد (خَفِيًّا) لا جهر فيه (وَهَنَ الْعَظْمُ) يقال وهن العظيم يهن إذا ضعف (اشْتَعَلَ) المراد انتشر انتشارا يشبه اشتعال النار (الْمَوالِيَ) هم في هذا الموضع الأقارب الذين يرثون من بنى العم ونحوهم.
مهلا بنى عمنا موالينا |
|
لا تنشروا بيننا ما كان مدفونا |
(عاقِراً) المرأة التي لا تلد (رَضِيًّا) مرضيا عندك ، ومرضيا عنه في الدنيا وراضيا بقضاء الله وقدره (سَمِيًّا) قيل لم نسم أحدا قبله بيحيى ، وقيل لم نجعل له مثلا ولا نظيرا مأخوذ هذا المعنى من المساماة والسمو (عِتِيًّا) يقال عتا الشيخ يعتو عتيا إذا انتهى سنه وكبر ، وشيخ عاتا إذا صار إلى حال اليبس وجفاف العظم والعصب.
المعنى :
لقد افتتحت السورة بهذه الأحرف الخمسة المقطعة. والله أعلم بها. هذا ذكر رحمة الله بعبده زكريا ، وكان نبيا عظيما من أنبياء بني إسرائيل ، وفي صحيح البخاري : كان نجارا يأكل من عمل يده ، والمراد بذكر الرحمة بلوغها وإصابتها ، وإجابته لدعائه وقت أن دعا ربه نداء خفيا مستترا لأنه أبعد عن الرياء.
وفيه طلب الولد وهو عجوز ، وقد يلام على ذلك من قومه ، وعلى العموم فالرحمة الربانية تعبق رائحتها في جو هذه السورة.
قال زكريا : يا رب إنى وهن العظم منى ، وضعفت وخارت قواي ، وذكر العظم لأنه عمود البدن وقوامه وأساس بنائه فإذا وهن تداعى البدن ، وتساقطت قوته ،