جَبَّاراً شَقِيًّا (٣٢) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (٣٣))
المفردات :
(انْتَبَذَتْ) النبد الرح والرمي والرماد ابتعدت وتنحت عن أهلها (مَكاناً شَرْقِيًّا) مكانا جهة الشرق (حِجاباً) ساترا (رُوحَنا) المراد جبريل وهو روح القدس ، والدين يحيا به ويوجبه من الكتب (سَوِيًّا) مستوى الخلقة نامها (بَغِيًّا) المرأة البغي هي الزانية التي تبغى الرجال (مَقْضِيًّا) محكوما به نافذا (قَصِيًّا) بعيدا عن الأعين (فَأَجاءَهَا) اضطرها (الْمَخاضُ) مقدمة الولادة (إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ) وهو ساقها اليابس (نَسْياً) النسى الشيء الحقير الذي من شأنه أن ينسى (مَنْسِيًّا) وقع عليه النسيان بالفعل (سَرِيًّا) قيل هو النهر كان جافا فامتلأ ماء ، وقيل : هو عيسى والسرى الشريف العظيم من القوم (جَنِيًّا) أى مجنيا في حينه (وَقَرِّي عَيْناً) المراد اهدئى ولا تحزني ، والمسرور بارد القلب ساكنه فالمادة مأخوذة من القرى أى البرد (صَوْماً) سكوتا (مُبارَكاً) ناميا في الخير ثابتا على الحق (الْمَهْدِ) شيء يتخذ لتنويم الصبى.
المعنى :
واذكر يا محمد في القرآن مريم البتول وخبرها الصحيح الذي يتضمن ولادتها لعيسى ابنها عبد الله ورسوله إلى بني إسرائيل ، ونفى الولد عن الله ـ سبحانه وتعالى ـ.
نشأت مريم بنت عمران في بيت كريم ونسب شريف ، ونشأت عفيفة طاهرة فلما شبت وترعرعت تحت عناية الله ورعايته ، وبلغت مبلغ النساء كان منها أن انتبذت أهلها ، وجلست وحدها في خلوة للعبادة أو لقضاء بعض حاجاتها وكان ذلك في مكان جهة الشرق (ومن هنا اتخذ المسيحيون قبلتهم ناحية الشرق).
وبينما هي في خلوتها إذ بجبريل روح القدس يتمثل لها بشرا سويا تام الخلقة مستوى الخلق لم ينقص منه شيء في رجولته.