(٦) وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٧) وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَما كانُوا خالِدِينَ (٨) ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْناهُمْ وَمَنْ نَشاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (٩) لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٠))
المفردات :
(غَفْلَةٍ) غفل عن الشيء من باب دخل ، وغفلة أيضا وأغفله عنه غيره وقد تستعمل فيمن تركه إهمالا وإعراضا كما هنا ، ومنه قيل أرض غفل أى لا علم بها ورجل غفل لم يجرب الأمور (مُعْرِضُونَ) من أعرض عنه بمعنى أضرب وولى عنه (لاهِيَةً) ساهية. معرضة. متشاغلة عن التأمل والتفهم (النَّجْوَى) التناجي والتسار في القول (أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ) أتتبعونه (أَضْغاثُ أَحْلامٍ) هي الرؤيا الكاذبة ، التي لا يكون لها تأويل ، والأضغاث ، جمع ضغث والأصل فيه يطلق على قبضة من حشيش مختلط رطبها بيابسها والرؤيا الكاذبة مختلطة غير منتظمة فلا تأويل لها (افْتَراهُ) اختلقه من تلقاء نفسه (الْمُسْرِفِينَ) المبالغين في الكفر والظلم.
المعنى :
لقد صدق عامر بن ربيعة حين جاءه رجل ، كان أكرم مثواه في يوم ، وقال له أى لعامر : إنى استقطعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم واديا ؛ ما في العرب واد أفضل منه ، وقد أردت أن أقطع لك منه قطعة تكون لك ولعقبك من بعدك فقال عامر : لا حاجة لي في قطعتك ، نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ).