رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٣١) وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ (٣٢) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٣٣))
المفردات :
(رَتْقاً) الرتق السد ضد الفتق يقال رتقت الفتق أرتقه فارتتق أى التأم والمراد كانت ملتزقتين ففصل الله بينهما (رَواسِيَ) جبال ثوابت (أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ) خوف أن تتحرك وتضطرب (فِجاجاً) مسالك وطرقا ، والفج : الطريق الواسع بين الجبلين الفلك : مدار الشمس والقمر والنجوم.
هذه هي الأدلة المادية على وجود الواحد الصانع القادر المختار بعد الأدلة العقلية والنقلية ومناقشة الكفار السابقة في اتخاذهم شريكا له ، وفي هذا لفت لأنظار المشركين إلى جهة الكون وما فيه.
المعنى :
أعموا ولم يروا أن السموات وما فيها والأرض وما عليها كانت رتقا ، وكانت السماء والأرض جزءا واحدا ففتقهما القادر المختار وجعل كل جزء في جهة ويدور في فلك ، ويؤدى مهمته على أكمل وجه.
يا أخى : اعلم أن القرآن معجز حقا ، وليس إعجازه في جمال أسلوبه. وكمال نظامه وترتيبه فقط ولكنه معجز أيضا في دلالته على أمور علمية دقيقة عميقة ، لم تظهر لنا إلا بعد أن أثبتها العلم بما لا يقبل الشك ، فإذا عدنا إلى القرآن وجدناه ينادى بها من القرن السادس الميلادى ، أيام كانت الدنيا تغوص في بحر الجهالة والضلالة ، فمن أعلم محمدا بهذا ، ومن الذي علمه ذلك!!؟