ما يُنْذَرُونَ (٤٥) وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (٤٦))
المفردات :
(يَكْلَؤُكُمْ) يحرسكم ويحفظكم ، والكلاءة : الحراسة والحفظ ، كلأه الله حفظه (يُصْحَبُونَ) يجارون من عذابنا (نَفْحَةٌ) نصيب قليل.
المعنى :
إن استهزأ بك هؤلاء المشركون تكذيبا لك وإضعافا لشأنك فلا يهولنك ذلك أبدا فقد استهزئ برسل من قبلك ، فحاق بالذين سخروا منهم سوء العذاب بما كانوا يستهزئون.
وأنت يا نبي الله قل لهم : من يحفظكم من عذاب الله إن أتاكم؟ ومن يحفظكم ويرعاكم بالليل وأنتم نيام ميتون الموتة الصغرى؟! ومن يكلؤكم وأنتم بالنهار تغدون وتروحون؟! من يحفظكم من عذاب الرحمن وبأسه إذا أراد أن ينزله بكم؟! وانظر إلى تعبير القرآن الكريم الذي آثر ذكر الرحمن صاحب النعم للإشارة إلى أن عدم إيقاع العذاب على الكفار والعصاة من أتم النعم على الإنسان ، لعله يبوء إلى نفسه ، ويرجع إلى ربه ؛ وإذا كان لا راد لقضائه ، فلن يمنع مانع من إيقاع العذاب بكم!!
بل هم عن ذكر ربهم ذكرا قلبيا تسكن إليه النفوس ، وتطمئن له القلوب معرضون بل ألهم آلهة يعبدونها تمنعهم عن عذابنا ، وتقف حائلا دون تنفيذ أمرنا؟ ليس لهم ذلك إذ آلهتهم لا يستطيعون نصر أنفسهم فضلا عن نفع غيرهم ونصره. وليس لهم شفيع ، ولا هم يمنعون عن عذاب الله أبدا.
ولا يغرنكم تقلب الذين كفروا في النعيم ، وما هم فيه من غنى وجاه فهو متاع أعطاهم الله إياه ليس لأحد فيه يد ، وليس هناك مانع منع الله من إيقاع العذاب بهم بل متعهم الله به حتى تطول أعمارهم ، وتقسو قلوبهم ، وتسوء أعمالهم ، ويكون حسابهم شديدا ، وجزاؤهم نارا وحميما ، وليس تركهم عن عجز أو تقصير. أعموا