وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (٤٤) فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (٤٥) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (٤٦) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (٤٧) وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (٤٨))
المفردات :
(فَأَمْلَيْتُ) أمهلت وأخرت عنهم العقوبة (نَكِيرِ) النكير بمعنى الإنكار وهو يفيد التغيير وقد غير نعمته عليهم وجعلها نقمة (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ) كثير من القرى (خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) ساقطة على سقوفها أى : أن السقف سقط على الأرض ثم تهدمت الحيطان فوقه (مُعَطَّلَةٍ) متروكة لأنها غائرة الماء أو لفناء أهلها (مَشِيدٍ) رفيع طويل ، أو شيد بالجص والطلاء ، وعلى كل فهو قصر حصين.
ما تقدم كان في بيان إخراج الكفار للمؤمنين من ديارهم بغير حق ، وقد أذن الله للمؤمنين في قتالهم ؛ ووعدهم بالنصر على أعدائهم ، وهزيمة الكفار على كثرتهم ، ولله عاقبة الأمور ، وها هو ذا التاريخ يعيد نفسه فانظروا لمن سبقكم من الأمم ، وفي هذا سلوى وبيان للمؤمنين.