بِما كَذَّبُونِ (٢٦) فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (٢٧) فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢٨) وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (٢٩) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (٣٠))
المفردات :
(الْمَلَأُ) هم أشراف القوم الذين يملؤون العيون بهجة (يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ) يسودكم ويشرف ويتعاظم عليكم (جِنَّةٌ) جنون وضعف في العقل (فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ) فانتظروا به ريب المنون (بِأَعْيُنِنا) برعايتنا (التَّنُّورُ) مكان يصنع على هيئة خاصة توقد فيه النار لطهى الخبز ، وهو معروف (فَاسْلُكْ) أدخل فيها (زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) ذكر وأنثى من كل حيوان موجود وقتئذ (مُنْزَلاً) إنزالا مباركا أى فيه الخير والبركة.
اعلم أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ لما بين دلائل التوحيد ، ووصف نفسه بالقدرة الكاملة والعلم التام بما ذكر من خلق الأشياء السابقة وأطوارها ليدعم مبدأ الإيمان بالله ، أردف ذلك بذكر بعض القصص للأنبياء ، وفيها آية كمال قدرة الله تعالى ، وأنه ينصر أنبياءه ومن آمن معهم ، ويهلك أعداءهم ، وبدأ بقصة نوح الأب الثاني للبشر وهو من أولى العزم.
ومن هنا تدرك السر في سياق القصة هنا ، وبهذا الشكل لأنها سيقت لغرض خاص ولون معين ، وقد تقدمت في سورة هود مطولة.