وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً (٣٨) وَكُلاًّ ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنا تَتْبِيراً (٣٩) وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً (٤٠))
المفردات :
(وَزِيراً) يقال : فلان وزير الملك أو الرئيس لأنه يؤازره أعباء الملك ، أى : يعينه من المؤازرة ، وقد مضى الكلام عليه في آية (٢٩) من سورة طه (تَدْمِيراً) أهلكناهم إهلاكا (الرَّسِ) البئر التي لم تطو ، وقيل : الرس الحفر ، ومنه رس الميت أى : قبر (تَتْبِيراً) التتبير : التفتيت والتكسير ومنه التبر وهو كسارة الذهب والفضة ، والمراد أهلكناهم إهلاكا.
وهذا قصص ما مضى من الأمم التي وقفت من أنبيائها مواقف تشبه مواقف قريش مع النبي ، وكيف كان جزاؤهم في الدنيا!.
المعنى :
وتالله لقد آتينا موسى الكتاب الذي هو التوراة ، وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا له ليشد أزره ، ويحمل معه عبء الرسالة ، فقلنا : اذهب أنت وأخوك بآياتنا إلى فرعون إنه طغى ، فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ، اذهبا إلى القوم ـ فرعون وملئه ـ الذين كذبوا بآياتنا وعصوا رسلنا فكانت عاقبتهم أنا دمرناهم تدميرا ، فانظروا يا كفار مكة عاقبة الكفر وتكذيب الرسل.
واذكر لهم قوم نوح. لما كذبوا الرسل جميعا ، إذ من يكذب رسولا فقد كذب الرسل ، ومن يؤمن برسول حقا فقد آمن بجميع الرسل ، لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية ، فهل من مدكر؟ وأعتدنا للظالمين أى : لكل من سلك سبيلهم في تكذيب الرسل عذابا أليما ، وقوم نوح يدخلون في ذلك دخولا أوليا.