فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (٣٤) قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ (٣٥))
المفردات :
(الْأَجَلَ) الميعاد المحدد (آنَسْتُ) أبصرت (الطُّورِ) اسم للجبل الذي في سيناء (جَذْوَةٍ) الجذوة الجمرة الملتهبة ، وقيل هي القطعة الغليظة من الخشب سواء كان في طرفها نار أو لم يكن (تَصْطَلُونَ) تستدفئون (شاطِئِ الْوادِ) جانبه (جَانٌ) أى حية صغيرة سريعة الحركة (مُدْبِراً) هاربا (يُعَقِّبْ) يرجع من عقب الفارس أى كر (اسْلُكْ) أدخل (جَيْبِكَ) جيب القميص طوقه (جَناحَكَ) قيل المراد بالجناح اليد لأنها تشبهه (الرَّهْبِ) الخوف (رِدْءاً) معينا (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ) نقويك (سُلْطاناً) حجة قوية متسلّطة.
المعنى :
وأخيرا كان ما كان ، وقضى موسى أتم الأجلين وأوفاهما وأكملهما ، وسار إلى ما يريد مع أهله أى : زوجته ومن معهما ، فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله ، آنس من جانب الطور نارا موقدة ، فلما أبصرها ، وكان في ليلة شاتية باردة ، قد حاول أن يوقد نارا بزنده فلم يفلح ، فلما أبصر تلك النار قال لأهله امكثوا هنا ولا تبرحوا ذلك المكان ، فإنى سآتيكم من عندها بخبر يهدينا إلى الطريق ، أو جذوة من النار لعلكم تستدفئون.
فلما أتاها نودي من الشاطئ الأيمن للوادي من الشجرة ، نودي : يا موسى : إنى أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى ، يا موسى إنى أنا الله رب العالمين ، وأن ألق عصاك ، فألقاها فصارت ثعبانا فاهتزت فلما رآها كأنها جان في سرعة حركتها ، وكثرة تقلبها ولى مدبرا وصار خائفا مضطربا ، ولم يعقب ، قيل له إزاء هذا :