وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٩٣))
المفردات :
(زِينَةً) ما يتمتع به من الحلل والحلي والرياش والأثاث واللباس (اطْمِسْ) طمس الأثر إذا أزاله حتى لا يعرف (وَجاوَزْنا) جاز المكان وتجاوزه ، وجاوزه إذا ذهب فيه وقطعه حتى خلفه وراءه (فَأَتْبَعَهُمْ) لحقهم (نُنَجِّيكَ) نجعلك على نجوة من الأرض والنجوة المكان المرتفع الذي ينجى صاحبه من السيل.
وذكر سبب كفرهم وعنادهم ، وهو حب الدنيا ومتاعها الفاني ، وقال موسى : ربنا إنك أعطيت فرعون وأعوانه وجنده زينة من الحلي والحلل ، والفراش والأثاث ، وأعطيتهم المال والجاه حتى بنوا القصور ورفعوا القبور ، وأنفقوا في حظوظ الدنيا ومتاعها الشيء الكثير.
ربنا أعطيتهم هذا العطاء فكان عاقبة أمرهم خسرا ، وكانت نتيجة هذه النعم أنهم ضلوا عن سبيلك ، وأضلوا غيرهم.
ربنا اطمس على أموالهم ، وأزل آثارها ، وامحها بما تنزله من الآفات والكوارث ، واشدد على قلوبهم ، واربط عليها برباط قوى حتى لا ينفذ إليها نور الهدى والإيمان فيزدادوا قسوة وظلما ، فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم.
روى أن موسى كان يدعو وهارون يؤمن ، واستجاب الله دعاءهما ، وأمرهما أن يظلا على استقامتهما ودعوتهما فرعون وقومه إلى الحق والعدل وألا يتبعا سبيل الذين لا يعلمون.