إسماعيل بن محمد الذي يعرف بالسيد ؟ فقال : نعم . فقال له : كيف أقدمت على الشهادة عندي ، وأنا أعرف عداوتك للسلف ؟ فقال السيد : قد أعاذني الله من عداوة أولياء الله ، وإنما هو شيء لزمني . ثم نهض فقال له : قم يا رافضي فوالله ما شهدت بحق فخرج السيد رحمه الله وهو يقول :
أبوك ابن سارق عنز النبي |
|
وأنت ابن بنت أبي جحدر |
ونحن على زعمك الرافضو |
|
ن لأهل الضلالة والمنكر (١) |
وروي أنه كان عبد الملك بن مروان لما سمع من الفرزدق قصيدته المعروفة في مدح الإمام علي بن الحسين قال له : « أو رافضي أيضاً أنت ؟ فقال الفرزدق : إن كان حب آل محمد رفضاً فأنا هذاك فقال عبد الملك : قل فيّ مثل ما قلته فيه وعلي أن أضعف عطاءك . . . الخ » (٢) .
لقد كثر الكلام حول تفسير الحشوية وأنّ المراد منها ما هي ونحن نأتي هنا بمجمل القول من أوثق المصادر . قال الجرجاني : « وسميت الحشوية حشوية لأنهم يحشون الأحاديث التي لا أصل لها في الأحاديث المروية عن رسول الله (ص) قال : وجميع الحشوية يقولون بالجبر والتشبيه ، وتوصيفه تعالى بالنفس واليد والسمع والبصر ، وقالوا : إن كل حديث يأتي به الثقة من العلماء فهو حجةً أياً كانت الواسطة » (٣) .
وقد ذكر الصفدي : « أن الغالب في الحنفية معتزلة . والغالب في الشافعية أشاعرة ، والغالب في المالكية قدرية ( لعله يعني جبرية ) والغالب في الحنابلة حشوية » (٤) .
ونقل الشيخ محمد زاهد الكوثري في تقديمه على كتاب « تبيين كذب
____________________
(١) الغدير : ج ٢ ص ٢٥٦ طبع بيروت .
(٢) أمالي السيد المرتضى : ج ١ ص ٦٨ في التعليق .
(٣) التعريفات للجرجاني ص ٣٤١ والحور العين ص ٢٠٤ ومعرفة المذاهب ص ١٥ .
(٤) الغيث المنسجم للصفدي ج ٢ ص ٤٧ وراجع ضحى الإسلام لأحمد أمين ج ٣ ص ٧١ .