علي ، رضوان الله عليهم ، خلفاء راشدون مهديون . ثم أصحاب محمد ( صلی الله عليه وآله وسلم ) بعد هؤلاء الأربعة ، لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساويهم ، ولا يطعن على أحد منهم فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته ، ليس له أن يعفو عنه ، بل يعاقبه ثم يستتيبه ، فإن تاب قبل منه . وإن لم يتب أعاد عليه العقوبة . وجلده في المجلس حتى يتوب ، ويراجع » (١) .
* * *
ثم إن الشيخ أبا جعفر المعروف بالطحاوي المصري ( المتوفى عام ٣٢١ هـ ) كتب رسالة حول عقيدة أهل السنة تشتمل على مائة وخمسة أصول ، زعم أنها عقيدة الجماعة والسنة على مذهب فقهاء الملة : أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي ، وأبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري ، وأبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني والرسالة صغيرة كتب عليها تعاليق وشروح كثيرة .
ولما ثار الإمام الأشعري على المعتزلة وانخرط في سلك أهل الحديث ، جاء في الباب الثاني من كتاب « الإبانة » بعقيدة أهل السنة والجماعة في واحد وخمسين أصلاً ، وإليك هذه الرسالة :
قولنا الذي نقول به ، وديانتنا التي ندين بها : التمسك بكتاب ربنا عز وجل ، وبسنة نبينا ( صلی الله عليه وآله وسلم ) ، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون . وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ـ نضر الله وجهه ، ورفع درجته وأجزل مثوبته ـ قائلون ، ولمن خالف قوله مجانبون لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل ، الذي أبان الله به الحق ، ودفع به الضلال ، وأوضح به المنهاج ، وقمع به بدع المبتدعين ، وزيغ
____________________
(١) السنة لأحمد بن حنبل : ص ٤٤ ـ ٥٠ .