٩ ـ وروى ابن عبد ربه ، عن عبد الله بن عمر : « إذا كان الإمام عادلاً فله الأجر وعليك الشكر ، وإذا كان الإمام جائراً فعليه الوزر وعليك الصبر » (١) .
١٠ ـ وهذه الأحاديث تهدف إلى قول أحمد بن حنبل فقد عرفت ما في إحدى رسائله وهذا نصه : « السمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البر والفاجر ومن ولي الخلافة فاجتمع عليه الناس ورضوا به ومن غلبهم بالسيف وسمي أمير المؤمنين ، والغزو ماض مع الأمراء إلى يوم القيامة » (٢) .
وقبل كل شيء يجب علينا أن نعرض تلك الروايات على كتاب الله سبحانه فإنه المحك الأول لتشخيص الحديث الصحيح من السقيم .
قال سبحانه حاكياً عن العصاة والكفار : ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) (٣) .
فهذا القسم من الآيات يندد بقول من يرى وجوب طاعة السلطان الظالم التي توجب ضلالة المطيع له عن السبيل السوي ، وثمة آيات تندد بعمل من يصبر على عمل الطاغية من دون أن يأمره بالمعروف أو ينهاه عن المنكر وترى نفس السكوت والصبر على طغيان الطاغية جرماً وإثماً موجباً للهلاك وهذه الآيات هي الواردة حول قوم بني إسرائيل الذين كانوا يعيشون قرب ساحل من سواحل البحر فتقسمهم إلى أصناف ثلاثة :
الأول : الجماعة المعتدية العادية التي رفضت حكم الله سبحانه حيث حرم عليهم صيد البحر يوم السبت قال سبحانه : ( إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ
____________________
(١) العقد الفريد : ج ١ ص ٨ .
(٢) تاريخ المذاهب الإسلامية : ج ٢ ص ٣٢٢ .
(٣) سورة الأحزاب : الآية ٦٦ ـ ٦٨ .