٢ ـ كتاب الحسن السبط (ع) إلى الحسن البصري
كتب الحسن بن أبي الحسن البصري (١) إلى أبي محمد الحسن بن علي ـ عليهما السلام ـ : أما بعد فإنكم معشر بني هاشم الفلك الجارية في اللجج الغامرة والأعلام النيرة الشاهرة أو كسفينة نوح ( عليه السلام ) التي نزلها المؤمنون ونجا فيها المسلمون كتبت إليك يا بن رسول الله عند اختلافنا في القدر وحيرتنا في الاستطاعة ، فأخبرنا بالذي عليه رأيك ورأي آبائك عليهم السلام . فإن من علم الله علمكم وأنتم شهداء على الناس والله الشاهد عليكم ، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم .
فأجابه الحسن ( عليه السلام ) : « بسم الله الرحمن الرحيم وصل إلي كتابك ولولا ما ذكرته من حيرتك وحيرة من مضى قبلك إذاً ما أخبرتك ، أما بعد : فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره ، [ و ] أن الله يعلمه فقد كفر ومن أحال المعاصي على الله فقد فجر ، إن الله لم يطع مكرهاً ولم يعص مغلوباً ولم يهمل العباد سدى من المملكة بل هو المالك لما ملكهم والقادر على ما عليه أقدرهم ، بل أمرهم تخييراً ونهاهم تحذيراً فإن ائتمروا بالطاعة لم يجدوا عنها صاداً وإن انتهوا إلى معصية فشاء أن يمن عليهم بأن يحول بينهم وبينها فعل وإن لم يفعل
____________________
(١) هو الحسن بن يسار مولى زيد بن ثابت أخو سعيد وعمارة المعروف بالحسن البصري مات سنة ١١٠ هـ وله تسع وثمانون سنة .