« عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الرومي ، ولاؤه لآل خالد بن أسيد الأموي ولد سنة ٨٠ وتوفي عام ١٥٠ قال أحمد بن حنبل : كان من أوعية العلم وهو وابن أبي عروبة أول من صنف الكتب ، وقال عبد الرزاق : كان ابن جريج ثبتاً لكنه يدس » (١) .
ونقل الذهبي أيضاً عن عبد الله بن حنبل قال : « إن بعض هذه الأحاديث الذي يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة كان ابن جريج لا يبالي من أين يأخذها » (٢) .
نعم ، روى الكليني بسنده عن الفضل الهاشمي ، قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن المتعة فقال : الق عبد الملك ابن جريج ، فسله عنها ، فإن عنده منها علماً فلقيته فأملى علي شيئاً كثيراً في استحلالها وكان فيما روى لي فيها ابن جريج أنه ليس فيها وقت ولا عدد ، وإنما هي بمنزلة الإماء ، يتزوج منهن كم شاء ، وصاحب الأربع نسوة يتزوج منهن ما شاء ، بغير ولي ولا شهود ، فإذا انقضى الأجل ، بانت منه بغير طلاق ، ويعطيها الشيء اليسير ، وعدتها حيضتان ، وإن كانت لا تحيض فخمسة وأربعون يوماً . قال : فأتيت بالكتاب أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، فقال : صدق . وأقر به (٣) .
ولعل إرجاع الإمام ( عليه السلام ) سائله إليه ، لأجل اعترافه بالحق في تلك المسألة ، وليس هذا دليلاً على وثاقته مطلقاً .
حصيلة البحث
إن هذه العصابة التي أتينا بأسمائهم وذكرنا عنهم شيئاً ، كانوا هم الأسس في تسرب القصص الديني اليهودي والمسيحي إلى متون كتب المسلمين وصارت
____________________
(١) تذكرة الحفاظ : ج ١ ص ١٦٩ ـ ١٧١ .
(٢) ميزان الاعتدال : ج ٢ ص ٦٥٩ .
(٣) الوسائل ج ١٤ ، كتاب النكاح ، الباب ٤ ، من أبواب المتعة ، الحديث ٨ .