القهقرى » أن الذين أدركوا عصره وكانوا معه ، هم الذين يرتدون بعده .
كيف يمكن عد الصحابة جميعاً عدولاً والتاريخ بين أيدينا نرى أن بعضهم ظهر عليه الفسق في حياة النبي وبعده ، كوليد بن عقبة ، أما الأول فقد عرفت نزول الآية في حقه وأما الثاني فروى أصحاب السير والتاريخ أن الوليد بن عقبة أيام ولايته بالكوفة شرب الخمر وقام ليصلي بالناس صلاة الفجر فصلى أربع ركعات ، وكان يقول في ركوعه وسجوده : اشربي واسقني ثم قاء في المحراب ثم سلم وقال : هل أزيدكم . . إلى آخر ما ذكروه (١) .
وبعضهم ظهرت عليه سمة الارتداد عندما بدت علائم الهزيمة عند المسلمين فقال : « لا تنتهي هزيمتهم دون البحر » (٢) ، وقال الآخر : « ألا بطل السحر » (٣) .
وهذا رسول الله يخاطب ذي الخويصرة عندما قال للنبي في تقسيم غنائم « حنين » : اعدل ، بقوله : « ويحك إن لم يكن العدل عندي فعند من يكون ؟ ثم قال : فإنه يكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية » (٤) .
وهذا أبو سفيان يضرب برجله قبر حمزة ( عليه السلام ) ويقول : « ذق عقق إن الملك الذي كنا نتنازع عليه أصبح اليوم بيد صبياننا » (٥) .
____________________
(١) الكامل لابن الأثير : ج ٢ ص ٥٢ . أسد الغابة : ج ٥ ص ٩١ وغيرهما . وقد أقام الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) عليه الحد في خلافة عثمان بإصرار من الناس وإلحاح منهم لئلا تتعطل الحدود .
(٢) سيرة ابن هشام : ج ٤ ص ٤٤٣ والقائل أبو سفيان .
(٣) سيرة ابن هشام : ج ٤ ص ٤٤٤ والقائل كلدة بن الحنبل فقال له صفوان : اسكت فض الله فاك .
(٤) سيرة ابن هشام : ج ٤ ص ٤٩٦ .
(٥) قاموس الرجال : ج ١٠ ص ٨٩ نقلاً عن الشرح الحديدي .