الصلاة خلف كل بر وفاجر » وعلله الشارح التفتازاني بقوله : « لأنه قد ظهر الفسق واشتهر الجور من الأئمة والأمراء بعد الخلفاء الراشدين ، والسلف كانوا ينقادون لهم ويقيمون الجمع والأعياد بإذنهم ولا يرون الخروج عليهم » (١) .
وقد أيدت تلك العقائد بروايات ربما يتصور القاريء ان لها نصيباً من الحق أو حظاً من الصدق لكن الحق أن أكثرها مفتعلة على لسان رسول الله ( صلی الله عليه وآله ) قد أفرغها في قالب الحديث جمع من وعاظ السلاطين ومرتزقتهم تحفظاً على عروشهم وحفظاً لمناصبهم وإليك بعض تلك الروايات التي رواها مسلم في صحيحه :
١ ـ روى مسلم ، عن حذيفة بن اليمان ، قلت : يا رسول الله . . . إلى أن قال : قال رسول الله ( صلی الله عليه وآله وسلم ) : « يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي ، وسيقوم رجال ، قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ، قال : قلت : كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال : تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع » .
٢ ـ وروي عن أبي هريرة ، عن النبي ( صلی الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : « من خرج من الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة الجاهلية . . . إلى أن قال : ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ، ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه » .
٣ ـ روي عن ابن عباس أنه قال : قال رسول الله ( صلّی الله عليه وآله وسلم ) : « من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات ، فميتته جاهلية » .
٤ ـ روي عنه أيضاً ، عن رسول الله ( صلی الله عليه وآله وسلم ) قال : « من
____________________
(١) شرح العقائد النسفية ص ١٨٥ و ١٨٦ .