شَيْءٍ ) (١) مكذباً لهم : ( كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ) (٢) فنعوذ بالله ممن ألحق بالله الكذب . وجعلوا القضاء والقدر معذرة ، وكيف يصح ذلك مع قوله ( وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ) (٣) وكيف يصح أن يقول ( وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ) (٤) أي العقوبة التي أصابتك هي من قبل نفسك بعملك . ولو شاء تعالى أن يأخذهم بالعقوبة من دون معصية لقدر على ذلك . لكنه رؤوف رحيم . ولذلك أرسل موسى إلى فرعون وقد قال ( مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي ) (٥) فقال ( فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا ) (٦) وقال : ( اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ) (٧) ( فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ ) (٨) وقال : ( وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) (٩) فيتوبون فلما لجوا في كفرهم بعد ذلك الأمر والترغيب إلى طاعته ، أخذهم بما فعلوا .
قال : ثم انظر أيها الأمير ، كيف صنيعه لمن أطاع فقال ( إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ) (١٠) ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم ) (١١) ( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ) (١٢) وقال موسى ( ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ) (١٣) وقال ( فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا
____________________
(١) سورة الأنعام : الآية ١٤٨ .
(٢) سورة الأنعام : الآية ١٤٨ .
(٣) سورة الزخرف : الآية ٧٦ .
(٤) سورة النساء : الآية ٧٩ .
(٥) سورة القصص : الآية ٣٨ .
(٦) سورة طه : الآية ٤٤ .
(٧) سورة طه : الآية ٢٤ .
(٨) سورة النازعات : الآية ١٨ .
(٩) سورة الأعراف : الآية ١٣٠ .
(١٠) سورة يونس : الآية ٩٨ .
(١١) سورة الأعراف : الآية ٩٦ .
(١٢) سورة المائدة : الآية ٦٦ .
(١٣) سورة المائدة : الآية ٢١ .