الذي نتوخاه في هذه الصحائف هو البحث عن الفرق الموجودة في الأوساط الإسلامية وهي عبارة عن هذه الفرق : أهل السنة (١) بأصنافهم : أهل الحديث والأشاعرة والمعتزلة والخوارج ، والشيعة بفرقها الثلاث : الإمامية الإثني عشرية ، الزيدية ، الإسماعيلية .
وأما الفرق التي بادت واندثرت ، وقد أكل الدهر عليها وشرب فهي غير مطروحة لنا بل البحث عنها مفصلاً ضياع للوقت إلّا على وجه الإشارة .
* * *
( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ) .
( الأنعام : الآية ٦٥ )
____________________
(١) أهل السنة لا يعتبرون الخوارج منهم ، بل لا يعتبرون المعتزلة منهم أيضاً ، ولكن المراد من أهل السنة هنا هو المعنى الأعم أي غير الشيعة أي من يقول بكون الخلافة بالبيعة والشورى فكل من يقول بكون الإمامة مقاماً تنصيصيّاً يعد من الشيعة ، ومن يقول بكونها مقاماً انتخابياً فهو معدود من أهل السنة ، فالملاك في التقسيم هو هذا لا المصطلح المعروف بين أهل الحديث والأشاعرة فلو خضعنا لمصطلح الأولين ، فهم ربما لا يعدون الأشاعرة أيضاً منهم ، هذا ابن تيمية يكن العداوة للأشاعرة ولا يعدهم منهم .