محمد النسفي (١) (٤٦٢ ـ ٥٣٨) من علماء ماوراء النهر. له تفسير لطيف باللغة الفارسية ، يبدأ فيه بترجمة الآية ثم تفسيرها على أسلوب بديع.
وللخواجه عبد الله الأنصاري تفسير فارسي للقرآن الكريم وصفه على أسلوب الذوق العرفاني ، وكان موجزا ومختصرا فشرحه وأضاف إليه أبو الفضل رشيد الدين الميبدي عام (٥٢٠) يبدأ بالترجمة ثم بالتفسير في تنوع لطيف وسمّاه (كشف الأسرار وعدة الأبرار) طبع أخيرا في عشر مجلدات كبار. وسيأتي شرحه عند الكلام عن تفاسير أهل العرفان.
وللخواجه ـ عند تفسير قوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ)(٢) ـ استظهار لطيف بجواز تبليغ القرآن إلى سائر الأمم بلغاتهم ، نظرا لأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم مبعوث إلى كافة الناس ، ويستشهد على ذلك بعدّة من الأدلّة لإثبات مطلوبه.
والأحسن الأكمل من الجميع تفسير مبسّط باللغة الفارسية ، قام بها العلم العلّامة جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن علي بن محمد بن أحمد الرازي ، من أحفاد نافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، من صحابة الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم. قام بهذا التفسير وأكمله ـ في عشر مجلدات ضخام ـ في المنتصف من القرن السادس للهجرة.
__________________
(١) و (نسف) ويقال لها : (نخشب) بلدة عامرة واقعة على طريق بلخ إلى بخارا.
وهذا غير تفسير النسفي لأبي البركات عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي.
(٢) إبراهيم / ٤.