وَفِي الْآخِرَةِ)(١) ، ما ذا تكون تلك البشارة؟ قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل ، أو ترى له» (٢).
وروى الكليني في الكافي والصدوق في الفقيه بإسنادهما عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «البشرى في الحياة الدنيا هي الرؤيا الحسنة يراها المؤمن فيبشّر بها في دنياه». وزاد في الفقيه : «وأما قوله : (فِي الْآخِرَةِ) ، فإنها بشارة المؤمن عند الموت ، يبشّر بها عند موته : أنّ الله عزوجل قد غفر لك ولمن يحملك إلى قبرك ...». وقال عليّ بن إبراهيم القمّي : و (فِي الْآخِرَةِ) عند الموت ، وهو قوله تعالى : (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(٣).
* وسئل عن قوله تعالى : (الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً)(٤) كيف يحشر أهل النار على وجوههم؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر أن يمشيهم على وجوههم» (٥).
وبهذا المعنى آية أخرى أوضحت الحشر على الوجوه بالسحب على وجوههم ، قال تعالى : (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ، ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ)(٦) ، وقوله : (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا)(٧).
__________________
رسول الله. واستعمله النبي على بعض الصّدقات ، وكان نقيبا في الأنصار. كان طويلا جسيما جميلا. توفّي سنة ٧٢.
(١) يونس / ٦٤.
(٢) المستدرك ، ج ٢ ، ص ٣٤٠.
(٣) النحل / ٣٢ ؛ تفسير الصافي ، ج ١ ، ص ٧٥٨.
(٤) الفرقان / ٣٤.
(٥) المستدرك ، ج ٢ ، ص ٤٠٢.
(٦) القمر / ٤٨.
(٧) الإسراء / ٩٧.