لها ، ومن ثم روى ابن سعد : «إنّ أسعد الناس بالمهديّ أهل الكوفة» (١).
أما أصحاب ابن مسعود (الصحابي الجليل الموالي لآل بيت الرسول) فكانوا أصدق عند الناس على عليّ عليهالسلام على ما أخرجه ابن سعد بإسناده عن أبي بكر ابن عياش عن مغيرة (٢) ، كانوا لا يغالون ولا ينتقصون. ومن ثمّ روي عن عليّ عليهالسلام ما يدلّ على رضائه عن موقفهم هذا المشرّف ، قال : «أصحاب عبد الله سرج هذه القرية» (٣).
ملحوظة
إنما يعرف صلاح الرجل واستقامته في الدّين ، بتقواه عن محارم الله واستسلامه لأوامره ونواهيه ، وفي إطاعة الرسول واتّباع سنّته والعمل بوصاياه ، من غير أن يكون له الخيرة من أمره بعد ما قضى الله ورسوله ؛ إذ مقتضى الإيمان الصادق أن يسلّم أمره إلى الله ورسوله تسليما.
ومن أهمّ وصاياه صلىاللهعليهوآلهوسلم والذي جعله أجر رسالته ، هو الانضواء تحت لواء أهل البيت والاستمساك بعرى وثائقهم مدى الحياة. وقد كان علي عليهالسلام شاخص هذا البيت الرفيع ، فمن كان معه كان مع الحق ، ومن دار معه دار مع الحق ، ومن حاد عنه حاد عن الإسلام ونبذ وصية الرسول وراء ظهره ، وأعرض عن الحقّ الصريح. فكيف الثقة به وهو حائد عن الجادّة ، ضالّ عن الطريق ، فلا يصلح أن يكون هاديا ، وهو لم يهتد السبيل.
__________________
(١) الطبقات ، ج ٦ ، ص ٤ ، س ١٩.
(٢) المصدر نفسه ، ص ٥ ، س ٤.
(٣) المصدر نفسه ، ص ٤ ، س ٢٤.