الصناعات والتجارات وغيرهم طول عامهم ، في كل سنة بشكل عام.
قال عليهالسلام : «فأمّا الغنائم والفوائد فهي واجبة عليهم في كل عام ، قال الله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى).
وهكذا عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهالسلام : «الخمس في كل ما أفاد الناس من قليل أو كثير» (١).
وقال تعالى : (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)(٢).
نزلت بشأن الإعداد للجهاد ، دفاعا عن حريم الإسلام ، فكان مفروضا على أصحاب الثروات القيام بنفقات الجهاد ، دون سيطرة العدوّ الذي لا يبقي ولا يذر.
لكن «السبيل» لا يعني القتال فحسب ، فهو يعمّ سبيل إعلاء كلمة الدين وتحكيم كلمة الله في الأرض ، ويتلخص في تثبيت أركان الحكم الإسلامي في البلاد ، في جميع أبعاده : الإداري والاجتماعي والتربوي والسياسي والعسكري ، وما شابه. وهذا إنما يقوم بالمال ؛ حيث المال طاقة يمكن تبديلها إلى أيّ طاقة شئت ، ومن ثمّ قالوا : قوام الملك بالمال .. فالدولة القائمة بذاتها إنما تكون قائمة إذا كانت تملك الثروة اللازمة لإدارة البلاد في جميع مناحيها.
وهذا المال يجب توفّره على أيدي العائشين تحت لواء الدولة الحاكمة ، ويكون مفروضا عليهم دفع الضرائب والجبايات ، كل حسب مكنته وثروته ، الأمر الذي يكون شيئا وراء الأخماس والزكوات التي لها مصارف خاصة ، لا تعني شئون الدولة فحسب.
__________________
(١) وسائل الشيعة ، الحرّ العاملي ، ج ٦ ، ص ٣٥٠ ، كتاب الخمس ، باب ٨ ، رقم ٥ و ٦.
(٢) البقرة / ١٩٥.