عليّ بن أبي طلحة. ولو رحل رجل فيها إلى مصر قاصدا ، ما كان كثيرا. قال ابن حجر : وهذه النسخة كانت عند أبي صالح كاتب الليث ، رواها معاوية بن صالح عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس. وهي عند البخاري عن أبي صالح ، وقد اعتمد عليها في صحيحه كثيرا فيما يعلّقه عن ابن عباس. وأخرج منها ابن جرير الطبري ، وابن أبي حاتم ، وابن المنذر كثيرا ، بوسائط بينهم وبين أبي صالح.
وقد غمز بعضهم في هذا الطريق ؛ حيث إن ابن أبي طلحة لم يسمع التفسير من ابن عباس. قال ابن حبّان : روى عن ابن عباس ولم يره ، ومع ذلك عدّه في الثقات (١). قالوا : وإنما أخذ التفسير عن مجاهد أو سعيد بن جبير ، وأسنده إلى ابن عباس رأسا ، وذلك أنه توفّي سنة (١٤٣) وقد توفّي ابن عباس سنة (٦٨) ، وما بين الوفاتين (٧٥) سنة ، الأمر الذي يمتنع معه الرواية عن ابن عباس مباشرة. قال الخليلي : وأجمع الحفّاظ على أن ابن أبي طلحة لم يسمع التفسير من ابن عباس. (٢)
وحاول بعضهم رميه بالضعف وسوء الرأي والخروج بالسيف أيضا. قال يعقوب بن سفيان : ليس محمود المذهب.
قال ابن حجر ـ بصدد ردّ الاعتراض ـ : أمّا إسقاط الواسطة فلا ضير فيه بعد أن عرفنا الواسطة وهو ثقة (٣) ، لا سيّما وقد روى عنه الثقات. قال صالح بن محمد : روى عنه الكوفيّون والشاميّون ـ لأنه انتقل إلى حمص ـ ، قال ابن حجر : ونقل
__________________
(١) تهذيب التهذيب ، ج ٧ ، ص ٣٤٠.
(٢) الإتقان ، ج ٤ ، ص ٢٠٧.
(٣) المصدر نفسه.