شاذان ، وتلميذه وراوية كتبه ، قال : سئل أبو محمد الفضل بن شاذان عن الزهّاد الثمانية ، فعدّ منهم أربعة كانوا مع عليّ عليهالسلام زهّادا أتقياء ، وهم : الربيع بن خثيم ، وهرم بن حيّان ، وأويس القرني ، وعامر بن عبد قيس. والأربعة الباقون لم يكونوا على تلك الصفة ، أحدهم مسروق بن الأجدع ، قال : وكان عشّارا لمعاوية. ومات في عمله ذلك ، بموضع أسفل من واسط على دجلة ، يقال له : الرصافة ، وقبره هناك (١).
وروى الطبري الإمامي ـ في المسترشد ـ : أن مسروقا ومرّة الهمداني رغبا عن الخروج مع عليّ عليهالسلام وأخذا أعطياتهما منه ، وخرجا إلى قزوين. وكان مسروق يلي الخيل لعبيد الله بن زياد. ومات عاشرا ، وأوصى أن يدفن مع مقابر اليهود. وكان يعلّل ذلك بأنه سوف يخرج من قبره وليس من يؤمن بالله ورسوله سواه. قال : وكان من المحرّضين لنصرة عثمان ، ويقول لأهل الكوفة : انهضوا إلى خليفتكم وعصمة أمركم (٢).
وروى الثعلبي ـ في تفسيره ـ أنه وقف ـ في صفّين ـ بين الصّفّين ، وتلا قوله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً)(٣).
هذا كل ما ذكر بشأن الرجل والقدح فيه ، ولننظر مدى صحته :
أما مسألة إبطائه عن عليّ ـ على ما روي عن الشعبي (٤) ـ أو تخلّفه عن
__________________
(١) رجال الكشّي ذيل ترجمة عوف العقيلي ، رقم ٣٤ ، ص ٩٠ ـ ٩١ (ط نجف)
(٢) قاموس الرجال ، ج ٨ ، ص ٤٧٥ ـ ٤٧٦.
(٣) النساء / ٢٩. القاموس ، ج ٨ ، ص ٤٧٦.
(٤) أخرج عنه ابن سعد في الطبقات (ج ٦ ، ص ٥١) قال : ولم يكن شهد معه شيئا من مشاهده!