آيات الله (١).
٣ ـ وقوله تعالى : (وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(٢). قال الطبرسي : أي ثم أحييناكم لاستكمال آجالكم.
قال : واستدلّ قوم من أصحابنا بهذه الآية على جواز الرجعة. وقول القائل : لا تجوز إلّا في حياة النبيّ لتكون دليلا على نبوّته ، باطل ؛ لأنه عندنا بل عند أكثر الأمة يجوز إظهار المعجزات على أيدي الأئمّة والأولياء. وقال أبو القاسم البلخي : لا تجوز الرجعة مع الإعلام بها ، لاستلزامه الإغراء بالمعاصي اتّكالا على التوبة عند الكرّة. وجوابه : أنّ الرجعة التي نقول بها ليست لجميع الناس فلا إغراء ؛ إذ لا قطع برجوع أيّ أحد (٣).
٤ ـ وقوله تعالى ـ خطابا مع عيسى عليهالسلام ـ : (وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي)(٤). قال الصدوق : وجميع الموتى الذين أحياهم عيسى المسيح بإذن الله ، عاشوا فترة ثم ماتوا بآجالهم.
٥ ـ وأصحاب الكهف (لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) ثم بعثهم الله ، قال تعالى : (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً ، ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً) ـ إلى قوله ـ (وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ لِيَتَساءَلُوا بَيْنَهُمْ. قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ)(٥).
__________________
(١) مجمع البيان ، ج ٢ ، ص ٣٧٠.
(٢) البقرة / ٥٥ ـ ٥٦.
(٣) مجمع البيان ، ج ١ ، ص ١١٥.
(٤) المائدة / ١١٠.
(٥) الكهف / ١١ ـ ٢٥.