وما قاله علي بن المديني : أن مرسلات الحسن صحاح ما قل ما يسقط منها (١).
ولقد كشفت المسألة ، فقد روى محمد بن موسى الخرشي عن محارب عن يونس قال سألت الحسن : يا أبا سعيد إنك تقول قال رسول الله ولم تدركه؟ قال : كل شيء سمعتني أقول قال رسول الله (صلىاللهعليهوآله) فهو عن علي (عليهالسلام) ، غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر عليا (٢).
وهذا يدل على أن مراسيل الحسن أكثرها عن الصحابة.
أما عن مراسيل سعيد بن المسيب ، فقد روى الفضل بن زياد عن أحمد : مراسيل سعيد بن المسيب أصح المراسيل (٣).
وقيل إن مراسيله حجة عند الإمام الشافعي ، فقد روى يونس بن عبد الأعلى قال : قال لي الشافعي : ليس المنقطع بشيء ما عدا منقطع ابن المسيب (٤).
ومراده أن يعتبر بمرسل سعيد بن المسيب.
ولقد كان يحتج العلماء بالمرسل بناء على قصر الأسانيد ، فقد احتج بها سفيان ومالك والأوزاعي ، أما الفقهاء فعندهم إذا عضد المرسل قرائن تدل على أن له أصلا قوي الظن فيحتج به لما أحتف به من القرائن (٥).
وقال الشافعي أيضا في كتاب الرهن الصغير ، وقد قيل له : كيف قبلتم عن ابن المسيب منقطعا ولم تقبلوا من غيره؟ قال : لا يحفظ لابن المسيب منقطعا إلا وجدنا ما يدل على تسديده ولا أثره عن أحد فيما عرفنا عنه إلا عن ثقة معروف ، فمن كان بمثل حاله قبلنا منقطعه (٦).
إذن فكيف يكون الأمر بالنسبة لمرويات الإمام الباقر (عليهالسلام) إذا سلمنا بفرض انقطاعها ، إذا كان الأمر كذلك بالنسبة للحسن البصري أو عامر الشعبي أو سعيد بن
__________________
(١) المصدر نفسه / ٢٢٧.
(٢) المصدر نفسه والصفحة.
(٣) علل الترمذي ، ابن رجب الحنبلي ، ٢٢٨.
(٤) المراسيل ، ابن أبي حاتم ، ١١٥.
(٥) ظ : التقريب ، النووي ، ١ / ١٦٠.
(٦) الأم ، الشافعي ، ٣ / ١٦٧.